لم يرقَ عمل أعضاء المجالس البلدية لتطلعات وآمال ناخبيهم في جميع مجالسنا البلدية قاطبة؛ فلم يوفوا بالوعود التي وعدوا بها أثناء ترشحهم؛ فالوعود كانت لجمع أكبر عدد ممكن من الأصوات فقط. الأحياء بقيت على ما هي عليه، لم تتغير؛ حيث افتقرت إلى الخدمات المتكاملة. وكي لا نقسو على المنتخبين فقد يكون السبب هو تحجيم دورهم، وعدم منحهم الصلاحيات الكاملة للقيام بمهامهم؛ فأصواتهم ظلت غائبة لم يسمع بها أحد منذ ترشحهم. (2) الأخطاء الذي وقع بها الناخبون في الانتخابات البلدية الأولى يجب ألا تتكرر في الانتخابات القادمة؛ فالأصوات يجب أن تذهب إلى الأجدر والأكفأ. الحميّة.. والنخوة.. والفزعة.. صفات جميلة، نشجع على التحلي بها، ولكن يجب ألا تكون على حساب المصلحة العامة، ولا تقودنا إلى العصبية القبلية التي قال عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "دعوها فإنها منتنة". (3) أغلب المرشحين يهدف من ترشحه إلى الوصول ل"المشيخة" عبر أقصر الطرق؛ فالانتخابات البلدية بيئة خصبة لحصول المرشح على "المشيخة" المؤقتة، خاصة إذا لم يكن من بيت "المشيخة"، حينها سيحصل على بعض الامتيازات مثل الوجاهة الاجتماعية. فليعلم الجميع أن هذا المنصب ليس تشريفاً بقدر ما هو تكليف؛ فصاحبه مسؤول مسؤولية كاملة أمام الله فيما يعمل؛ لأن الناخب لم يدلِ بصوته للمشيخة؛ فالشيخ معروف، ولا يحتاج إلى تصويت. (4) قال الرسول - صلى الله عليه وسلم –: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً". فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! فقال صلى الله عليه وسلم: "تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره". أيها الناخب.. إن إعطاء صوتك لمن يستحق وحجبه عمن لا يستحق نصرة للجميع؛ فصوتك أمانة يجب أن يُسمع وأن يصل إلى المسؤولين عن طريق المرشح الأجدر. (5) إذا أردنا نجاح المجالس البلدية فيجب أن يُشترط حصول المرشح على شهادة الدكتوراه أو شهادة الماجستير على أقل تقدير؛ كي نقضي على مرشحي الفزعات والمحسوبيات، ونضمن جدارة المرشح بالمنصب، والأهم من ذلك كله هو ألا يقتصر دور الأعضاء على الرقابة فقط، بل يتم منحهم صلاحيات أكبر من ذلك كاستجواب أمناء البلديات مثلاً حين يثبت تقصيرهم في أداء عملهم. عبدالقادر الشملاني سبق