لقد حملت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، والأوامر التي أصدرها أمسِ العديد من الخطوات الإصلاحية ، والخير الكثير للمواطنين ، وقد حققت حيزاً كبيراُ من تطلعاتهم في وطنهم ، وقد أثبتوا الولاء والانتماء له ، بتلاحمهم ووقوفهم في وجه كل من يريد زعزعة استقرار البلاد وزرع الفرقة فيها ؛ ولاسيما رياح الفتنة القادمة من الشرق !! والحقيقة أن تلك الكلمة وما تبعها من أوامر تستحق العديد من الوقفات ؛ ولكن قراءتي السريعة لها خرجت بهذه العناوين العَجْلَى : ( 1 ) أصدقكم القول ما استوقفني كثيراً ، وأخرج الدمع من عيني ، تلك الكلمات البريئة التي ختم فيها ( الملك ) كلمته الموجزة دون إعداد سابق ؛ عندما قال مُرتَجِلاً : ( ولا تنسوني من دعائكم ) ؛ فهذا الطلب العَفوي شهادة أخرى وتأكيد صريح على إنسانيته الكبيرة ، التي لم يهزها المنصب وكرسي المُلْك ، والتي غَرَسَت حُبّه في القلوب !! ( ولعل المسئولين ينزلون من الأبراج العاجية التي يجلس فيها بعضهم ويفهمون الدرس ) !! ( 2 ) ما ختمت بها تلك الأوامر من نصوص قطعية بأنها واجبة التنفيذ فوراً ( دون تأخير أو تسويف ) ؛ وأن تطبيقها سوف يخضع للمتابعة من خلال تقارير شهرية ترفع بهذا الخصوص . وفي ذلك رسالة بالغة لبعض المؤسسات الحكومية التي تُضيع حقوق المواطنين التي تنادي بها الأنظمة والقرارات ؛ وذلك بتشكيل اللجان التي تتباطأ في تنفيذ القرارات أو تُعَطّلها أو تحدّ منها بوضع شروط وضوابط معقدة لا تخدم مصلحة المواطن ! ( 3 ) محاولة القضاء على الفساد الإداري والمالي وهو ما كان يؤرق المخلصين من أبناء هذا الوطن ؛ فتشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وارتباطها المباشِر ب ( خادم الحرمين الشريفين ) ، والتأكيد على أن مراقبة المال العام والحَرب على الفساد لا استثناء فيها ( لكَائنٍ مَن كان ) هو محطة بارزة في خطوات الإصلاح ؛ وفيها دعوة للجميع ، وخاصة وسائل الإعلام للإسهام مع تلك الهيئة في كشف الفساد والمفسدين دون خوف أو استثناءات ! ( 4 ) ولعل أبرز ما تميزت به تلك القرارات الملكية التي صدرت أمسِ أيضاً شموليتها لمختلف فئات المجتمع الداخلي بكافة شئونه الوظيفية والاقتصادية والصحية والسكنية ، بل شملت الاهتمام بالجانب الإسلامي العام من خلال أوامر تدعم المساجد ومكاتب الدعوة. وأخيراً ندعو الله تعالى أن يبارك ( ملك الإنسانية ) خادم الحرمين الشريفين ، وأن يمتعه بالصحة والعافية ، وأن يديم على وطننا نعمة الإسلام والأمن والأمان . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. عبدالله الجميلي المدينة