في الوقت الذي نتطاحن وظروف الواقع المتقلبة بين برد وهجير، خيبات وشيء من أمل، تمتد يد القائد في حنو أبوي تتلمس بعضنا لتخفف من أوجاعنا، وملوحة أن اللقاء بالقائد يبدو قريبا والفرج قناديل لابد من أن تضيء الدروب وإن أظلمت. إن قائدنا شجاع، بطل، وأب حنون تنحدر دمعته قبل المحتاج أو اليتيم، عطوف على شعبه يداري فيهم حتى الجزع. إن توعك أو حجبه شيء عنهم يتحامل على الظروف ليطمئنهم أنه قريب منهم، ويقبل على شعبه بشوشا مغلفا حديثه بدعابة تخفف على السامع فكرة أنه يعاني تعبا أو ألما. وبالأمس وهو يغادر خارج الوطن لم ينس أن يترك خلفه شيئا يبهج مواطنيه حتى عودته سالما معافى بإذن الله، أشعرهم بمدى تلمسه لمشكلاتهم وما يعانيه أغلبهم في هذه الفترة من ظروف مادية عصيبة أفرزتها الأزمات المالية المتلاحقة لذا جبر فيهم ذلك العوز وأمر يحفظه الله باستمرارية صرف بدل غلاء المعيشة للموظفين والموظفات وغيرهم من المستفيدين من نظام التقاعد والضمان الاجتماعي. وتجلت فينا له معاني الولاء والمحبة، وكل صغير وكهل رجل وامرأة يلهجون بالدعاء أن يمن الله على مليكهم وقائدهم بالشفاء والعافية وأن لا يطول الغياب. وللشعب مع مليكهم حكايات نسجتها الأفئدة تدفقت من فيض لا ينتهي من المحبة والفداء، فالمرأة هي الجدول الصغير الذي أضحى بتشجيعه ومؤازرته لها نهر يفيض عطاء ونجاح، كيف لا وهو في كل مناسبة يذكر أنه لا يأتي منها إلا الخير، حتى وإن جاء كلامه عفويا فهو حفظه الله لا يتجاوزها من الذكر أو إغفال وجودها في مجتمعنا، بل على العكس فقد اكتسبت المرأة في عهده الزاهر صفة الوجود المشرف في أكثر من مجال بعد أن منحت منه الثقة ونالت التشجيع. إن عطايا القائد يحفظه الله ومنحه السخية لنا ليست بالقليلة بل كثيرة وتأتي في أوقات احتياجها وهذا يعكس قربه ومتابعته لأحوال رعيته حتى في أحلك الظروف وأقساها. كتبنا الكثير عن ما يخالجنا ونحن نرقب الأيام التي قست علينا بوعكتك الصحية يا ملك القلوب، لكن الحروف تقزمت والجمل تضاءلت عن تجسيد أحاسيسنا الحزينة بسبب توعكك، وإن قلوبنا متفائلة بشفائك العاجل ومعانقة روعة اللقاء القريب. فمثلك أيها الملك الوالد العطوف على أبنائه لا يغيب طويلا، وإن غبت فلك في الأسرة الكريمة من يواسي فينا الغياب ويده ستكون مخضرة بالخير كيدك، وفي قلبه مساحات وارفة الظلال لكل من يعاني العراء. إنه سلطان الخير وأبو الفقراء والمحتاجين، ولن يكون خلفك إلا أمينا عطوفا كما أنت، حفظكما الله لشعب شغوف بكما وحفظ وطننا الغالي من أي سوء.. ونقول لك أبا متعب إن قلوبنا معك، ونحن فداء لك، وجوانحنا وألسنتنا تلهج بالدعاء ليحفظك الله ويديم سلامتك. وسيكون الفرح عيدنا القريب بعودتك.. فلك حب الشعب وبك فرحه. فاطمة آل تيسان عكاظ