مع بداية كل عام دراسي نجتر الخيبات والإخفاقات وتراكمات ليست وليدة عام أو حتى عشرة هي بعمر أجيال تعاقبت على ذات المحتوى مع اختلاف لا يذكر في نوعية الأغلفة، من الورق العادي إلى المصقول، هكذا هي مسيرة التعليم ثابتة رزينة ولم تتحرك قيد أنملة. الجديد الزيادة المطردة في مخرجات التعليم وارتفاع نسبة البطالة في ظل تكاثر خريجي تخصصات خاملة لا يطلبها سوق العمل ويفتقر أصحابها إلى التأهيل الجيد لذلك تهدر جهدها إما في أعمال بسيطة لاتوازي مخزون الطاقة لديها أو تصرفها إلى سلوكيات ضارة بالفرد والمجتمع ولكنها ترضي فيها حب البروز كقوة عاتية تتحدى الأنظمة والأعراف الاجتماعية. الجيد أن هناك من الأقلام النيرة من شخص الواقع وناقش مشكلات التعليم بوعي وحيادية وهذا من شأنه تسهيل مهمة التغيير أو الإصلاح إن همت الوزارة إلى ذلك وقبلت بشراكة المجتمع ممثلا في هذه القامات الفكرية وتخلى البعض عن تبني فكرة العدائية للجديد والذي في مفهومه يقوض الثوابت أو يغرب المجتمع. حقيقة، القريب من واقع مؤسساتنا التعليمة يلمس الخلل وضعف الأداء المصاحب بتراجع شديد للخلف، فلازالت الآلية هي ذاتها رغم السنين، صادر، وارد، لجان لا نحصي عددها، تعاميم، مطويات، وسجلات متنقلة بعضها أكل عليه الدهر وشرب لكثرة ما حملتها الأيدي من إدارة إلى أخرى يحمل تواقيع متباينة لأشخاص وأجناس مختلفين ليبقى محتفظا بهيبته رافضا الاستسلام للتقنية الأكثر تطورا لتحل بدلا عنه وحتى في حال إن حلت فهناك من يرفض وجودها لعدم قدرته على التعامل معها في ظل ندرة البرامج التدريبة التي تأهله لعطاء أكثر. ومع كل هذا الواقع الذي يجعلنا نتصور تغييره صعب أو مستحيل نتطلع إلى شخصية وزير التربية والتعليم المختلف في رؤيته لنبدو أكثر تفاؤلا بأن الأمور إلى خير.. وعلى قلة اللقاءات التي تعرض لسموه لكن القليل الذي شاهدناه يعكس تفهمه للواقع وإصراره على إحداث الفارق مع أريحية في التعامل مع الجديد بعيدا عن تزمت المسؤول وهيبته التي تملي عليه حتى نوع اللباس وشكله. أخذنا ذلك الانطباع ونحن نشاهده يشارك ويحتفي بأعضاء مجموعة المشروع الكشفي (أنا الوطن) والذي أقيم في منطقة نجران مؤخرا وهو يرتدي زي الكشافة وعلى محياه ابتسامة رضى وتشجيع تبث في النفس الاعتزاز، وهذا يعكس مدى قربه من الميدان وحرصه على تشجيع الأفكار الخلاقة وحتما ستكون بصماته واضحة عن قريب. لذا ندعو الله أن يقوي همته ويجعله في كل عام أقوى وأقدر من سابقه على معالجة سلبيات الواقع التعليمي وتحريك ركود العقول لينجلي الصدأ وتذهب أعوام من الكسل والخمول إلى حركة بناءة ونشاط تدفعه سواعد الوطن من أبنائه وبناته. فاطمة آل تيسان عكاظ