قامت السموات والأرض على العدل وعندما يختل ميزان العدل ويغيب تسقط القيم وينتشر الظلم فتسقط الدول تبعا لذلك وما ارتقت الدول إلا بالعدل والمساواة فالجميع سواسيه تحت مظلة قانون واحد لايفرق بين أحد كما هو مشاهد في الدول المتقدمة ولايوجد دولة من دول العالم الأول إلا والعدل وحقوق الإنسان أحد أركانها والعكس صحيح كما هو الحال بدول العالم الثالث الأخير , ولمفكر الإسلام وشيخه ابن تيميه كلام جميل منطقي وشرعي تقوم عليه الدول وأمور الناس وتسقط( وأمور الناس تستقيم فى الدنيا مع العدل الذى فيه الاشتراك فى أنواع الاثم أكثر مما تستقيم مع الظلم فى الحقوق ؛ وإن لم تشترك فى إثم ، ولهذا قيل : إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة ، ويقال : الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والاسلام ) نلاحظ قوله هنا تستقيم بالعدل مع وجود الإثم أكثرمن ظلم في الحقوق وإن لك يكن هناك إثم ومنكر والله يقيم الدولة الكافرة إن كانت عادلة ولايقيم المسلمة إن كانت دولة ظالمة كذلك على مستوى الأفراد قال هذا الكلام في زمان يسود الدولة والناس العدل فساد العرب العالم ولم ير زماننا هذا الذي انتشر فيه الظلم فساد التخلف والإنحطاط هذه الشعوب . أدرك الملك العادل ملك الإنسانية وأب الجميع عبدالله بن عبدالعزيز هذه الحقيقة فعمل على توطيدها فرأينا تطوير القضاء , حقوق الإنسان , مكافحة الفساد والمفسدين كقضية سيول جدة , دعم الصناديق التي تعزز من العيش الكريم للمواطن كالصندوق العقاري وغيره , مكافحة غلاء الأسعار وجشع التجار , إعطاء المعلمين والموظفين حقوقهم ومراتبهم التي يستحقون , نشر ثقافة العدل والحوار والتسامح الحرية في التعبير والنقد , وأمور أخرى لايسع المقام لذكرها تندرج تحت رفع الظلم والعدل الذي يمثل ركنا من أركان أي دولة وأي نظام إداري والذي هو أحد السمات الحسنة الكثيرة في شخصيته حفظه الله وأبقاه . حمل على عاتقه هذه الأمانة ووقف بكل حزم واقتدار أمام المعضلات والمشكلات التي واجهت وتواجهه مملكتنا الغالية ودولنا العربية وقضيتنا العربية مع صهيون , كان ومازال قِبلة للمحتاجين ومد يد العون والمساعدة للدول والأفراد بمختلف ألوانهم وأطيافهم وأديانهم وبلدانهم , أصبح مثلا للتسامح والحوار وبلسما للجراح ورمزا للتواضع . أصبحنا نرى الدنيا بلون آخر وشكل آخر أصبحنا نجري خلف قائدنا لنقول للعالم نحن قادمون . متفائل بغد مشرق يسوده العدل والمساواة كيف لا ونحن نرى إطار الحرية في النقد والتعاطي مع المسئولين اتسع وكرامة المواطن فوق كل اعتبار , متفائل بتعليم متميز يرقى بنا لمصاف الدول المتقدمة كيف لا والتعليم يُقتطع له النسبة الأعلى من ميزانية الدولة , متفائل بتطور تقني ومعرفي عظيم كيف لا ونحن نرى طلابنا يُبتعثون إلى أقوى وأفضل الجامعات العاليمة, متفائل بتطور اقتصادي كبير كيف لا ونحن نرى المشاريع الجبارة كمشاريع البتروكيماويات والنفط والمعادن ومشاريع النقل والمدن الإقتصادية والموانئ , متفائل مادامت هذه القيادة تعمل على راحة المواطن وتحفظ له حقوقه وتلبي مطالبه وتوفر له سبل العيش الكريم , متفائل مادام هذا الملك العادل العظيم عمله والكبير قلبه على رأس هرم هذه الدول يحبنا ونحبه وندعو له بطول العمر والتوفيق والسداد , متفائل وحُق لي التفاؤل. مشعل الزويمل / اخبارية حائل