وللاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق.. لا يعرف القيمة الحقة للوطن الا من رمت به الاقدار في ديار الغربة، فوجد نفسه غريب الوجه واليد واللسان، فيشرع في البحث بين الوجوه التي يمر بها عن وجه مألوف في زحام الحياة.. ليس بالضرورة ان يكون ذلك الوجه المنشود قد ارتدى الغترة او العقال حتى يتم تصنيفه جغرافيا.. ولكن يكفي ان تكون ملامحه عربية، ليكون لك اخا، وقريبا ووطنا.. ما دفع بسيل العواطف هذا ما يتداوله الطلاب المبتعثين في الولاياتالمتحده من ان مجموعة صغيرة من الطلاب المبتعثين في أمريكا، شاركوا في مظاهرات سياسية ضد المملكة العربية السعودية وضد دخول قوات درع الجزيرة إلى مملكة البحرين ، وانبرى لهم عدد اخر بالنقد وتاسفوا لصدور مثل هذه التصرفات وتمنوا لو ان الدولة تعاقبهم و تشدد عليهم العقوبة، خصوصا وأنهم ينعمون بخيرها حتى وهم خارج الوطن . لكن الملحق الثقافي السعودي بواشنطون، الدكتور محمد العيسى، بحصافته المعهودة، ارسل بريدا إلكترونيا إلى جميع مبتعثي أمريكا شدّد فيه على اهمية الالتفات الى البيئة التعليمية وتلبية متطلباتها، و دعا الى عدم الانخراط في الدعوات التي تخالف وتعطل التحصيل العلمي، وحذّرهم من الدخول في مناقشات حادة ومشاحنات وتفسيرات وتحليلات غير مفيدة قد تعكس الآراء بصور سلبية أو يساء فهمها، نتيجة لاختلاف الثقافة واللغة. تلاشت تلكم الحركات كفقاعة الصابون ولم تحرك ساكنا في الوسط الطلابي المشغول بالدراسة والتحصيل، لكنها أثارت كوامن الشجون واحلام العودة سالمين غانمين الى وطن يعز علينا فراقه ولا تقر لنا عينا الا برؤيته علما سامقا بين الامم والشعوب كما كان وكما يجب ان يكون... حرا، ابيا بقيادة ملك الانسانية عبدالله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين.. ابو متعب..!!