قال الرئيس السوري بشار الأسد إن من شأن تدخل الغرب في بلاده ان يحدث زلزالا يحرق منطقة الشرق الاوسط برمتها. وقال الرئيس السوري في مقابلة اجرتها معه صحيفة ديلي تلغراف اللندنية "إن سورية تعتبر الآن محور المنطقة، انها خط الصدع في الشرق الاوسط، ومن يتلاعب بها سيتسبب في حدوث زلزال. هل تريدون رؤية افغانستان ثانية هنا، او عشرات الافغانستانات؟" ومضى الرئيس الأسد للقول: "أي مشكلة تقع في سورية ستحرق المنطقة برمتها، واذا كان خطة الغرب تقسيم سورية، فإن ذلك سينسحب على المنطقة كلها." وقال الرئيس السوري إن "الدول الغربية ستحاول بلا شك تصعيد الضغوط على سورية." ولكنه اضاف ان "سورية تختلف في كافة الأوجه عن مصر وعن تونس واليمن. فتاريخنا مختلف والوضع السياسي مختلف." واعترف الرئيس الأسد بأن السلطات السورية ارتكبت "العديد من الأخطاء" في الايام الاولى من الانتفاضة التي تشهدها البلاد، ولكنه اضاف ان الحكومة تداركت الامور وان الوضع الآن "افضل مما كان." وقال إن حكومته تعاملت مع ما يسمى بالربيع العربي بطريقة مغايرة للطريقة التي تعامل بها الزعماء العرب المطاح بهم (في تونس ومصر وليبيا)، حيث "اننا لم نسلك درب العناد." وقال "لقد اطلقت عملية الاصلاح بعد ستة ايام فقط من اندلاع الاحتجاجات (في مارس / آذار المنصرم). اعتقد كثيرون ان الاصلاحات التي اعلنا عنها كانت مجرد مخدر، ولكن المشاكل بدأت بالانحسار بعد الاعلان عن برنامج الاصلاح. كان ذلك ايذانا بتغير التيار، إذ بدأ الناس عندها بدعم الحكومة." حمص في غضون ذلك، قصفت دبابات الجيش السوري احد الاحياء القديمة في مدينة حمص وسط البلاد مما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل حسب ما افاد به ناشطون سوريون. وقالت اثنتان من ابرز منظمات الناشطين السوريين، وهما المرصد السوري لحقوق الانسان واللجان التنسيقية المحلية، إن القصف طال حي بابا عمر في حمص. واوردت وكالة رويترز ان شخصا واحدا قتل اثر اطلاق النار عليه من قبل قناص بينما قتل الآخران في تبادل لاطلاق النار بين جنود الجيش السوري وهاربين من الجيش. كما اوردت وكالة اسوشييتيدبريس ان قوات الامن السورية نفذت سلسلة من المداهمات والاعتقالات في مدينة دير الزور شرقي البلاد، بينما قالت وكالة فرانس برس إن 20 جنديا سوريا قتلوا واصيب 53 بجروح في صدامات مع هاربين من الجيش قرب مدينة حمص. وفي حادث منفصل، قتل عشرة من عناصر الامن وهارب واحد من الجيش في كمين استهدف حافلة قرب الحدود التركية، حسب فرانس برس. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الحافلة المذكورة كانت تقل رجال امن من قرية الهابط الى قرية كفر نبوده في محافظ إدلب عندما تعرضت لكمين نصبه لها "مسلحون ربما كانوا من الهاربين من الجيش." جاء ذلك بعد يوم من اكثر الايام دموية في الانتفاضة السورية المستمرة منذ اكثر من سبعة شهور، إذ قتل يوم الجمعة اربعون شخصا على الاقل. وقد قتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص في سورية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس الاسد.
ونشرت تصريحات الرئيس السوري بعد ان اصدر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون نداءا جديدا للحكومة السورية دعاها فيه الى وضع حد للقمع الذي تمارسه بحق المحتجين. وقال بان إن على الرئيس السوري الاستجابة لمطالب شعبه بالتغيير وذلك عن طريق اطلاق اصلاحات جدية وليس "اللجوء الى العنف والقمع." ودعا الامين العام للمنظمة الدولية الى وقف فوري للعمليات العسكرية، حسبما قال ناطقه الرسمي.