جرت اشتباكات أمس لليوم الثالث على التوالي بين قوات الأمن اليمنية والمعارضين لنظام الرئيس علي عبد الله صالح في صنعاء، حيث قتل سبعة أشخاص ما يرفع عدد القتلى منذ الأحد في العاصمة اليمنية إلى 60. وتجدد أعمال العنف وضع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الأممالمتحدة ودول الخليج من أجل انتقال سلمي للسلطة في موضع صعب. وقال عضو في اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية لوكالة الأنباء الفرنسية ''إن قوات الأمن والحرس الجمهوري قصفت بعنف هذا الصباح ساحة التغيير ما أدى إلى مقتل متظاهرين وجرح سبعة آخرين''. وقال مصدر طبي إن متظاهرا ثالثا قتل، دون إعطاء مزيد من التوضيحات، مشيرا إلى أن ثلاثة جنود تابعين للواء المنشق علي محسن الأحمر انضموا إلى حركة الاحتجاج، قتلوا في اشتباكات وقعت في عدة أحياء متاخمة لساحة التغيير. وقتل شخص وأصيب عشرة بجروح إثر سقوط قذيفة البارحة الأولى على جامعة الإيمان في صنعاء. وأكد مصدر أمني الهجوم، موضحا أن مبنى أصيب بالقذيفة يحتوي على مخزون من الأسلحة والذخيرة. وفي منتصف النهار توجه آلاف المتظاهرين من ساحة التغيير نحو شارع الزبيري وسط حماية من جنود اللواء المنشق، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وكانت المدارس والمصارف مغلقة، فيما بقي سكان بعض أحياء صنعاء في منازلهم. وقال ناشط إنه بسبب كثافة القصف ''يختبىء السكان في منازلهم ولا يمكنهم المجازفة بالخروج إلى الشارع''. إلى ذلك تعرضت مواقع للمقاتلين التابعين للواء الأحمر الذي انضم إلى الحركة الاحتجاجية في آذار(مارس) الماضي، للقصف من حي حدة في جنوب العاصمة اليمنية حيث تنتشر وحدات من الحرس الجمهوري، قوات النخبة في الجيش بقيادة أحمد النجل البكر للرئيس صالح، بحسب شهود عيان. وقد استهدف القصف مواقع الأحمر بالقرب من ساحة التغيير مركز حركة الاحتجاج في شمال العاصمة اليمنية، كما أضاف شهود. وقال متحدث باسم الشبان المحتجين وليد الأمعري لوكالة فرانس برس ''إن قذيفتين سقطتا خلال الليل في ساحة التغيير مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى''. وفي تعز (جنوب غرب) حيث قتل أربعة متظاهرين الإثنين، لقي أحد السكان حتفه خلال الليل بعد سقوط قذيفة في أحد شوارع ثاني أكبر المدن اليمنية بحسب مصدر طبي. وعلى الصعيد الدبلوماسي لم تلتق المعارضة اليمنية بعد موفد الأممالمتحدة جمال بن عمر والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني اللذين وصلا الإثنين إلى صنعاء لتسريع التوصل إلى اتفاق يضع حدا للأزمة - بحسب دبلوماسي غربي. وقال أحد مسؤولي اللقاء المشترك وهو ائتلاف للمعارضة البرلمانية لوكالة فرانس برس ''إن المعارضة لا تستطيع التقاءهما في الوقت الذي تسيل فيه الدماء في صنعاء''. وكان المسؤول في الحزب الحاكم سلطان البركاني قد اتهم في حديث على قناة العربية البارحة الأولى، المعارضة بأنها ''عرقلت'' وساطة الأممالمتحدة ومجلس التعاون الخليجي التي يبقى نجاحها رهنا بعودة المحتجين إلى ''مواقعهم السابقة'' في ساحة التغيير. من جهته، التقى اللواء أحمد علي الأشول رئيس هيئة الأركان العامة اليمني أمس، السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فايرستاين. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن البحث خلال اللقاء تناول مجالات التعاون العسكري المشترك بين اليمن والولايات المتحدة وجيشيهما، في مجالات التدريب والتأهيل العسكري والأمني. كما استعرض الجانبان قضايا التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب وسبل تعزيزها وتطويرها بما يعزز الشراكة والتعاون العسكري والأمني بين الجيشين اليمني والأمريكي. و دعا الاتحاد الأوروبي أمس إلى إيجاد ''حل سياسي سريع'' في اليمن بعد مقتل 27 شخصا الإثنين في صنعاء على أيدي قوات الأمن في تظاهرات مطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح. وقال متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في بيان إن ''آخر المستجدات تشير إلى ضرورة إيجاد حل سياسي سريع لتلبية تطلعات الشعب اليمني''. وأضاف أنه ''من الضروري توقيع وتطبيق'' الخطة التي وضعتها دول مجلس التعاون الخليجي للخروج من الأزمة. وطلبت أشتون من كل الأطراف ''التحلي بضبط النفس وتفادي أي عمل استفزازي''. عدد القراءات: 271