في حالة مرضية نادرة لا يتفاعل عبرها مريض أصيب بجلطة دماغية في القسم العلوي من الفص الصدغي الأيسر، وهي المنطقة المسؤولة عن السمع إلا مع عبارة واحدة من بين كل الكلمات ألا وهي 'لا إله إلا الله'، ويردد المريض تلك العبارة دون غيرها بصورة مستمرة وفق اختصاصي الدماغ والأعصاب الدكتور عدنان العبداللات. وبحسب التشخيص الطبي يقول الدكتور العبداللات، إن المريض والبالغ من العمر 75 عاما أصيب بجلطة دماغية في القسم العلوي من الفص الصدغي الأيسر، والمنطقة المسؤولة عن السمع بحيث لا تمكنه من معرفة الكلمات حال سماعها أو تحليل معانيها. وأشار، الى أن السمع لدى الإنسان يبدأ في الأذن الخارجية ثم الوسطى ثم الداخلية، ثم عن طريق العصب السمعي ويمر بمراحل متعددة الى قعر الدماغ الى أن يصل الى القسم الصدغي سابق الذكر، مبينا أن المريض في هذه الحالة لا يستطيع أن يسمع أي كلام، إذ يصل الكلام الى الدماغ ولا يحلل، وبالتالي لا يكون مفهوما حيث يردد المريض كلمات تختلف عن الكلمات التي يسأل عنها لعدم تمييزها. وبين العبداللات، أنه كشف بالصدفة أن المريض لا يستجيب إلا لعبارة واحدة هي 'لا إله إلا الله'، موضحا أن هذا يدل على أن جميع الألياف التي تصل من العصب السمعي الى القسم الخلفي من الصدغ معطلة إلا ليف واحد، والذي يحمل عبارة 'لا إله إلا الله'. وأشار، الى أن المريض لا يستطيع ترديد أو فهم أي عبارة إلا 'لا إله إلا الله' وهي عبارة التوحيد. من جهته، قال نجل المريض طارق في حديث الى صحيفة'الغد' الاردنية، إن 'والده الذي أصيب بجلطة دماغية قبل أشهر بدأ يتعافى، إلا أنه وفي حال سؤاله عن أية كلمة لا يستجيب كونه لا يفهم ما تقول، وإذا قلت له ما اسمك يرد وعليكم السلام وهكذا، إلا عبارة واحدة وهي 'لا إله إلا الله' التي يرددها حال سماعها مباشرة وبصوت عال'. وأضاف، أن هذه 'أشبه بالمعجزة ولم يرَ في حياته حالة كهذه'، معبرا عن استغرابه لما يحدث والذي لا يجد له تفسيرا. اختصاصي الأعصاب في مستشفى الأمير حمزة الدكتور وائل عناب، أكد أن هذا المريض 'ليست لديه مشكلة في السمع بل في فهم النطق وإدراكه'، لافتا الى أن إدراك النطق المتعلق بالفهم وهي المناطق الصدغية وهذه القصة برمتها معقدة تتعلق بالربط والإعادة 'إعادة الكلمات'. وعلل عناب الحالة، بأن المريض يعاني من مشكلة في عملية الإدراك والفهم للنطق، حيث يكرر المريض الكلمات في اللاوعي ومنها العبارات الروحانية الدينية، مبينا أن المريض فقد قدرته على التعبير وربط الكلام بطريقة منطقية. وحول وظائف الدماغ قال العبداللات، إن الدماغ يتألف من عدة أقسام هي القسم الأمامي والصدغي والجداري والخلفي، أما وظيفة القسم الأمامي فإن أية إصابة للخلفي تؤدي الى شلل في الجهة المعاكسة وفي هذه المنطقة توجد منطقة 'الكلام' التي تقع في القسم السفلي، من جهته الخلفية 'يروكا إيريا' وفي هذه المنطقة يستطيع الإنسان أن يتكلم. والقسم المتقدم من 'الأمامي' هو المسؤول عن الخطط ومتابعة هذه الخطط وإصابته تؤدي الى عدم استمساك البول واضطراب في الشخصية يصبح فيها الشخص انعزاليا لا يقوم بأية حركة، كما يوجد في هذا القسم الجزء المتعلق بالذكاء في الجانب الخلفي الجانبي من الدماغ فيما يتحكم بشخصية الإنسان القسم الداخلي من هذا الجزء من الدماغ، ويسمى بالقسم الحضاري. أما 'الصدغي' فيأتي في الجانب السفلي من الدماغ وله وظائف متعددة منها الشم والسمع وتلقي الكلام ومعرفة الموسيقى ولهذا يعرف بالقسم العاطفي من الدماغ. في حين إن 'الجداري'، هو المسؤول عن تتابع الحركات ومعرفة الطريق وكيف تلبس وتشرب الماء وغيرها من الوظائف وهذا ينمو في سن السابعة، أما القسم الخلفي من الدماغ فهو مسؤول عن الرؤية. صحف عربية