لم يجد المواطن البوليفي مينور فيدال وسيلة لمواجهة الموت والتمسك بغريزة حب الحياة، بعد أن تحطمت الطائرة التي كان على متنها، إلا أن يعتمد على بوله في الشراب حتى عثرت عليه فرقة إنقاذ. ووجدت دورية بحرية فيدال (35 عاما) حيا على ضفة نهر بإحدى غابات الأمازون في بوليفيا بعيدا عن موقع الحادث بنصف ميل تقريبا، بينما لقي كل من كان على متن الطائرة حتفه، بحسب شبكة "سكاي نيوز". وقال فيدال -الذي استخدم قميصه كعلم، في محاولة لجذب انتباه فرق الإنقاذ- إنه نام وسط حطام الطائرة محاطا بجثث القتلى في أول ليلة للحادث، بعد أن ظل محتجزا في الكرسي الخلفي، وعندما تمكن من الخروج بدأ في المشي معتمدا في غذائه على شرب بوله وماء بحيرة مالحة. وردا على سؤال عن كيفية وقوع الحادث قال فيدال: "لم أفهم لماذا كانت الطائرة تحلق على ارتفاع منخفض جدا. ثم حدث انفجار قوي. لا أستطيع أن أتذكر أي شيء آخر". معجزة حقيقية من جانبها قالت روساريو شقيقة فيدال: "نشكر الله على نجاته، إن عملية إنقاذه تعد معجزة حقيقية". وقال الأطباء إن فيدال الذي بدا متألما من جروحه وتورم في وجهه سيحتاج إلى عدة عمليات جراحية لإصلاح عظام مكسورة. وكانت الطائرة وهي من طراز "فيرشيلد إس إيه 722" وتابعة للخطوط البوليفية "إيروكون" انطلقت مساء الثلاثاء الماضي في رحلة من مدينة سانتا كروز إلى مدينة ترينيداد شمال شرق بوليفيا، ثم انقطع الاتصال اللاسلكي بها قبيل موعد الهبوط بقليل. وأعاقت سحب الدخان الكثيفة بسبب حرائق الغابات الرؤية بشدة في المنطقة المحيطة بمدينة ترينيداد في ذلك الوقت.