أوسلو, يونيو (آي بي إس) - ستكون الهجرة والتشرد الجماعي، حتما، جزءا من الثمن الباهظ الذي سوف تدفعه البشرية بسبب التغيير المناخي، حيث يجمع الخبراء علي أن عدة مناطق في العالم ستصبح غير صالحة للعيش في العقود المقبلة. ففي العام الماضي وحده تم تشريد 38 مليون شخصا جراء الكوارث المرتبطة بالمناخ مثل الفيضانات في باكستان والصين. وصرح وزير الخارجية النرويجي جوناس غاهر ستور، أن ظاهرة "النزوح البشري جراء التغيير المناخي تحدث الآن" بالفعل. وأضاف في حضور أكثر من 200 مندوبا شاركوا في مؤتمر نانسن بشأن التغيير المناخي والنزوح في القرن21 في أوسلو، أن علي الحكومات والمجتمع الإنساني أن يتفهموا هذا الواقع، وهو الذي سيزداد سوء بكثير خلال العقود المقبلة. ومن ناحيته، حذر رئيس الوفد النرويجي السابق لمفاوضات التغيير المناخي في الأممالمتحدة هارالد دوفلاند، أن تداعيات التغيير المناخي سوف تزداد سوءا أكثر بكثير مما يمكن أن يتخيله المرؤ، ما لم يتم تقليص انبعاثات غازات الإحتباس الحراري. ومن جانبه أفاد جيمس هانسن رئيس معهد غودارد للدراسات الفضائية، أن درجة حرارة العالم قد إرتفعت بالفعل بقدر 0,8 درجة مئوية، وسترتفع إلى 1.6 درجة علي الأقل حتى لو توقفت انبعاثات أكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة علي الفور. وشرح أن عالما أكثر دفئا بقدر 4 درجات مئوية سوف يكون كوكبا مختلفا تماما ومعرضا لمخاطر جامحة من التغيير المناخي. وقال هانسن أن إرتفاع الحرارة بمجرد درجتين مئويتين سيخلق وضعا غير آمنا. وذكّر بأن "آخر مرة إرتفعت فيها حرارة هذا الكوكب بنسبة درجتين مئويتين حدثت منذ فترة ما بين خمسة ملايين و 2.4 مليون عاما مضت، فإرتفعت مستويات مياه البحار 25 مترا. "اذا حرقنا كل الوقود الحفري (الفحم والنفط والغاز الطبيعي) فلن تكون الأجيال القادمة قادرة على التحمل". وبدوره، قال الباحث بمعهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية في باريس فرانسوا جيمين، أنه على الرغم من أن إرتفاع حرارة العالم بأربع درجات مئوية سيعتبر "مسارا إنتحاريا"، إلا أنه يجب العمل علي تفادي تأجيج شعلة كراهية الأجانب علي ضوء توقعات موجات الهجرة الجماعية والصراعات. وأضاف أن من شأن ذلك "أن يغذي أيضا الفزع والجنون"، محذرا من أن ما لا يقل عن 20 في المئة من البشرية ستواجه أخطارا كبيرة من وقوع فيضانات شديدة بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر وهطول الأمطار الشديدة في العقود المقبلة. وشرح أن "الكثير من الناس يعيشون في مناطق دلتا منخفضة وأجزاء أخرى من العالم أصبحت خطيرة للغاية، وسوف يضطرون للتحرك وغالبا ما ستكون هذه الحركة دائمة. وأضاف الباحث أنه بدلا من بناء الجدران والحواجز، ينبغي علي الدول والمجتمع الدولي تشجيع الأهالي المتضررين على الانتقال إلى مناطق أكثر أمنا. وعن ردود فعل المجتمع الدولي، أفادت مديرة مركز المناخ التابع للصليب الأحمر/الهلال الأحمر، مادلين هيلمر، أنه أمكن في عام 2010 التنبؤ بدقة بمقدم الفيضانات والجفاف في مناطق في أفريقيا وآسيا، غالبا قبل شهر أو شهرين قبل وقوعها، ومع ذلك "لم نتمكن من الحصول على سنت واحد من مجتمع المانحين لمساعدة البلدان الفقيرة على التأهب لها... لقد قالوا لنا: دعونا ننتظر ونرى ما سيحدث".(آي بي إس / 2011) وكالة انتر بريس سيرفس