الانتخابات البرلمانية القادمة وغيرها من الانتخابات، وذلك أسلوب غير منصف وغير عادل تبثه عقول اقتربت أعمار أصحابها من أرذل العمر، وهم بالتأكيد لا يقدرون على مجاراة تطلعات الشباب الذين قادوا الثورة وضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم، فالشباب يريدون بناء دولة حديثة تقوم على العلم والعقل، كما أن استغلال الدين في الترويج للاستفتاء كما حدث، ليس من الصالح العام في شيء لأنه يعتبر بذراً لبذور الفتنة الطائفية واستعداء المسلم على القبطي، وذلك كله من أجل الوصول إلى السلطة باستخدام أي وسيلة بغض النظر عن مدى صدقها أو كذبها. إن الذين يطالبون بكتابة الدستور أولاً يحركهم حبهم لوطنهم وحرصهم على مستقبله، ويساندهم الترتيب الطبيعي والمنطقي للأمور، ولا يسعون إلا إلى وضع الأسس والقواعد التي بناءً عليها تجري العملية السياسية في مصر، ثم يفوز بالانتخابات البرلمانية والرئاسية من يفوز، سواء الإخوان أو السلفيين أو الجهاديين أو الشيوعيين أو اللادينيين، لا فرق بعد ذلك، فمن يحظى بثقة الشعب في الانتخابات لزاماً عليه العمل وفقاً لهذه القواعد الموضوعة قبل مجيئه وهو الدستور الذي وضعته جمعية تأسيسية أوكلها الشعب هذه المهمة، أما الذين يدعون للانتخابات أولاً يحركهم حبهم لأنفسهم وشغفهم للوصول إلى الحكم بأي ثمن، ليحتكروا كل شيء في مصر، مقاعد البرلمان، وكرسي الرئاسة، وكتابة الدستور الذي سيكون تفصيلاً على مقاسهم لترد مصر إلى ما قبل الوراء، فمن الذي يعطيهم حق المصادرة على إرادة الشعب في الاطمئنان على مستقبل وطنه وأبنائه؟
أخشى أن أقول أنه لا أسوأ من مبارك إلا الحاج مبارك. عادل الجوهري - محامي