في الإعلان كما في الحياة كل شيء خاضع للانطباع والطبيعة.. اللبناني أنيق بحقيبة مشغول دوما بجواله و"جل" شعره يدخل أو يخرج من اجتماع، أما المصري فهو "برم" و"روش" و"دقرم" بلا طبيعة عمل يروج لمشروب غازي أو شركة اتصالات وفي الخلفية مذيع مزعج متأثر بمدرسة "يو مارك" الدعائية، أما الكويتي فمرتبط بسيارته منها وإليها وبها تسير الحياة، في حين السعودي سمين "بسكسوكة" مربك ومرتبك على لعلعة مذيع بلهجة "عرب الشيخ طايل" وكأن الدنيا مسلسل بدوي طويل، في حين العراقي يبحث عن وطن في إعلانات مدفوعة, الكهل فيها عاجز والشاب إرهابي وكل ما حولهما دم وأرقام للتبليغ. في الإعلان كما في الحياة كل شيء خاضع للانطباع والطبيعة، فاللبنانية في سهرة أو تستعد لسهرة عبر إعلانات العطور والمجوهرات، أما المصرية فمشغولة طبخا ونفخا بطلة زيوت "دوار الشمس" ومرطبات البشرة، أما الكويتية فتخصص مؤسسات صحية، فيما السعودية تتقاسم مع والدتها اختبارات المنظفات على الأقمشة و"ديربي" حفايظ الأطفال في الوقت الذي تحاول العراقية دفع أبنائها نحو المؤسسات الأمنية والشوارع التي تترصدها السيارات المفخخة والمقنعون.
في الإعلان كما في الحياة كل شيء خاضع للانطباع والطبيعة.. إعلانات البنوك متقنة وخادعة، أما شركات الاتصالات فمزعجة وسريعة، في حين لا تخلو إعلانات المطاعم من ثنائية الطماطم والخس، وبين كل هذا وذاك السعودي سمين بسكسوكة يبتسم بلا سبب.. مربك ومرتبك كاريكاتوري لأن شركات الدعاية والإعلان تريده كذلك حتى في محطاته.