أكد الدكتور فهد السلطان نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بأن هناك قصور كبير في إيصال الكثير من الدراسات الميدانية المهمة التي يقوم بها المركز. و أشار السلطان في المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر اليوم السبت بالمركز بأن الدراسة التي أعدت غطت كافة مناطق المملكة و شملت الدراسة 5 آلاف مواطن و مواطنة، و قال بأننا في المركز أطلعنا على دراسات سابقة حول موضوع الحوار داخل الأسرة قبل البدء في هذا الدراسة. و أضاف نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بقوله بأننا الآن نعمل على دراسة عن الأعلام من أجل عرضها في اللقاء الختامي الذي سوف يقيمه المركز في منطقة حائل و عن مدى رضى المواطنين والمواطنات على دور وسائل الإعلام في خدمة المجتمع. و أكد السلطان بأنه لكي يستطيع المركز لنشر مفهوم ثقافة الحوار بين أفراد الأسر السعودية لا بد من تضافر الجهود من جميع الجهات. وأشار إلى أن الدراسة جاءت نتيجة لاهتمام المركز بالأسرة . وتابع "نحن متفائلون بأن نصل إلى 5 مليون مواطن و مواطنة من أجل نشر هذا النوع من الحوار و الذي يعد من أهم أركان المجتمع الصحيح." و أضاف السلطان أن المركز قام بأجراء لقاء موسع مع أكثر من 200 جمعية خيرية مختصة بالجانب الأسري ولكن النتائج لم تكن كما توقعنا حيث أن بعض تلك الجمعيات واجهت العديد من الصعوبات حيث لا يوجد مركز تدريب للمواطنين و المواطنات في تلك الجمعيات. من جانبه ذكر علي الجمعة مستشار مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بأن نتائج الدراسة بينت أن الإعلام تفوق على المسجد في التأثير على الأفراد . وعزا ذلك الى ان المسجد ينحصر فقط في خطب الجمعة و بعض اللقاءات البسيطة، بينما الإعلام يعمل على مدار ال(24 ساعة يومياً). وعلى صعيد آخر، كشفت دراسة حديثة أعدها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني حول الحوار الأسري في داخل الأسر السعودية، عن نتائج مهمة في عدد من المحاور التي تناولتها الدراسة. وكان المركز قد أجرى دراسة مسحية على عينة ممثلة لأطياف مختلفة من المجتمع السعوديين، شملت 5000 فرداً في مختلف المراحل العمرية. وبينت الدراسة، التي استمرت نحو عام، تأييد أكثر من 50% من العينة محل الدراسة، التزام الصمت حيال المواضيع الحساسة في داخل الأسرة. كما أكد نحو 36% من أفراد العينة على ارتفاع الأصوات إثناء النقاش مع الأسرة وهو ما يوضح أن هناك مشكلة في التواصل اللفظي مع الأبناء داخل الأسر السعودية. وتطرقت الدراسة التي تم إعدادها وفق خمسة محاور رئيسية، وهي محور قياس مستوى التواصل الأسري، ودور الأب من وجهة نظر الأبناء، و دور ربة المنزل من وجهة نظر الأبناء، و مستوى ثقافة حوار الأبناء، و مستوى الحوار داخل الأسرة من وجهة نظر أولياء الأمور، إلى دور الأم في تقريب وجهات النظر بين المتحاورين. وأكد نحو 64% من العينة بالموافقة على أن تكون الأم وسيطاً للحوار مع والدهم، فيما أجمع نحو 70% من عينة الدراسة من الأبناء بوجود تأثير كبير من الأم على رأي الأب في القضايا التي تخص الأبناء. وكذلك فقد أفاد نحو 69% من أفراد العينة عن تواصل والدتهم معهم أثناء تواجدهم خارج المنزل، وهو ما يعطي دلالة على الاهتمام والمتابعة من ربة المنزل، فيما أكد نحو 55% من العينة بان الأم تهتم بهم أكثر من الأب. وقد اهتمت الدراسة والتي أعدها فريق علمي متخصص، في العوامل المؤثرة في ثقافة الحوار داخل الأسرة، وذلك من خلال طرح عدة عوامل ثقافية تبين مدى قوة تأثيرها في الحوار داخل الأسرة، وتبين تأثير عامل التعليم والمدرسة والزملاء والأصدقاء والمساجد ووسائل الإعلام بشكل ملحوظ في ثقافة الحوار داخل الأسرة، وتدني تأثير بعض العوامل التي كان من شانها أن تعزز ثقافة الحوار داخل الأسرة، وأن تكون رائدة في هذا المجال، مثل الأنشطة الثقافية، الندوات، مراكز الاستشارات الأسرية، ومراكز التدريب. وعلى الرغم من الدراسة لم تتطرق إلى أية توصيات من جهة الباحثين، غير أنها خلصت إلى عدد من النتائج التي يمكن الاسترشاد فيها في مجال تعزيز الحوار الأسري، حيث يرى نحو 50% من العينة أن النقاشات الاجتماعية تعزز من ثقافة الحوار في داخل الأسرة، كما أيد نصف العينة بأن الرحلات الجماعية الأسرية مهمة لما فيها من كسر للروتين الأسري، وتخفيف الرتابة التي تعيشها الأسرة، وتعزيز لثقافة الحوار.