انتقد أعضاء في مجلس الشورى اليوم أداء الخطوط السعودية خصوصاً في رحلاتها الداخلية وتواضع الخدمات التي تقدمها فضلاً عن المقاعد وعدم توافرها في المواسم للعديد من المدن الرئيسية في المملكة . وفتحت توصية تقدم بها عضو المجلس عبدالرحمن العناد نصت على دراسة السماح لبعض شركات الطيران الخليجية بتسيير رحلات داخل المملكة ، الباب واسعاً على جدل كبير حول جدوى التوصية ما بين مؤيد ومعارض . حيث أكد مؤيدها على ضرورة الحفاظ على سيادة الأجواء الوطنية وإتاحة الفرصة لرئيس الهيئة العامة للطيران المدني المعين حديثاً العمل لتحديث هذا القطاع . فيما رأى عضو المجلس عامر اللويحق ضرورة دعوة رئيس هيئة الطيران المدني ومدير عام الخطوط السعودية للمجلس لعرض ما لدى الجهتان من برامج خلال الفترة القادمة . وفي محاولة لثني المجلس عن هذا القرار قال رئيس لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العضو فهد العبود ان إقرار المجلس لهذه التوصية سيكون مخالفة صريحة لالتزام المملكة باتفاقية شيكاغو للنقل الجوي التي تنص على عدم استخدام الطيران الأجنبي للأجواء المحلية للنقل داخل مطاراتها ، لكن عضو المجلس حاتم المرزوقي قال إن هذا فهم خاطئ للاتفاقية ولهذه الفقرة بالذات حيث أن الاتفاقية لم تنص على هذا بل نصت – حسب تعبيره – على أنه لا يجوز للشركات الأجنبية المطالبة بالنقل داخل الاجواء المحلية ، ونحن في هذه الحالة لنا الحرية في دعوة الشركات التي نرى . وأتاح رئيس المجلس الدكتور عبد الله آل الشيخ لعضو المجلس والعضو في مجلس إدارة الخطوط السعودية يوسف الميمني التوضيح للأعضاء بشأن ما تقوم به الخطوط السعودية حيث قال ان الخطوط تقوم بالنقل داخل 26 مطاراً محلياً في 1000 رحلة داخلية سنوياً في حين لا تقوم إلا 900 رحلة دولية ، واوضح ان أسعار التذاكر المحلية هي الارخص عالمياً وان الخطوط السعودية تخسر مليار وخمسمائة مليون ريال سنوياً جراء رخص التذاكر المحلية ، مما أثار استهجان الأعضاء . وسخر العضو خليل البراهيم من ما قاله الميمني قائلاً " انا مؤيد للتوصية فقط لإشراك الخطوط الأخرى في الخسائر التي تدعيها الخطوط السعودية من رحلاتها الداخلية " . واعترف عضو المجلس وعضو مجلس إدارة الخطوط السعودية بأن أعضاء مجلس إدارة الخطوط السعودية غير مرتاحين لادائها وقال " دائماً ما نطالب بسرعة تخصيص الخطوط السعودية ، لكننا والعاملين في الخطوط لا نملك القرار بهذا الخصوص " . وقد وافق المجلس بالأغلبية على أن تقوم الهيئة العامة للطيران المدني بتحسين البيئة الاستثمارية في مجال النقل الجوي بما يضمن المساواة بين كافة الشركات لخلق بيئة تشغيلية وتنافسية جاذبة للاستثمارات وتعزيز صناعة النقل الجوي في المملكة ، وعلى إلزام الخطوط الجوية العربية السعودية بتغطية المطارات التي انسحبت منها شركتا سما وناس ، كما وافق المجلس على دراسة السماح لبعض شركات الطيران الخليجية بتسيير رحلات داخل المملكة . وأبان الأمين العام لمجلس الشورى الدكتور محمد بن عبد الله الغامدي – في تصريح عقب الجلسة – أن المجلس استهل جدول أعماله بالاستماع إلى وجهة نظر اللجنة الخاصة بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه مقترح إلغاء الفقرة (ج) من المادة الثالثة من لائحة الترقيات الصادرة بقرار مجلس الخدمة المدنية رقم (1/686) وتاريخ 15/3/1421ه. المعتمد بالأمر السامي البرقي رقم (7/ب/6437) وتاريخ 1/6/ 1421ه ه بموجب المادة رقم (23) من نظام مجلس الشورى. ولم يوافق المجلس على توصية اللجنة القاضية بحذف الفقرة (ج) من المادة الثالثة من لائحة الترقيات والتي تنص على " لا يجوز النظر في نقل الموظف المرقى إلى وظيفة أخرى أو تكليفه بأعمال وظيفة تقع خارج مقر الوظيفة المرقى لها قبل مضي مدة لا تقل عن سنة من تاريخ مزاولته الفعلية المستمرة لأعمال الوظيفة المرقى لها في مقرها ، ولا تحتسب ضمن الفقرة المشار إليها مدة الإجازة الاستثنائية أو الغياب بدون راتب وما صاحبها من مبررات " . وكان أعضاء المجلس قد أبدوا في جلسة ماضية معارضتهم للحذف لما سيترتب على ذلك من إضرار بالموظفين في المحافظات والمناطق بمنافسة الموظفين في المدن الرئيسة للترقية على تلك الوظائف دون مباشرة مهام الوظائف المرقين عليها ، وتكليف الموظفين في تلك المحافظات والمناطق بالقيام بمهام الوظائف التي تمت الترقية عليها دون الاستفادة من مزية الترقية . بعد ذلك شرع المجلس في مناقشة مشروع نظام الرعاية الصحية النفسية المقدم من لجنة الشؤون الصحية والبيئة ويتضمن المشروع 30 مادة تعالج في مجملها إجراءات الرعاية للمرضى النفسانيين وتعزيز الخدمات الصحية النفسية والمساهمة في دعم متطلباتها على المستوى الوطني من خلال مجلس للمراقبة العامة ومجلس للمراقبة المحلية حدد مشروع النظام مكوناتهما واختصاصاتهما والتزاماتهما إلى جانب مواد تعنى بالدخول الاختياري والإسعافي والإلزامي وجوانب الوقاية والرعاية والتأهيل ، وسيستكمل المجلس مناقشة الموضوع في جلسة مقبلة بإذن الله تعالى .