كشف أكاديمي ومتخصص في القطاع الخيري والتطوعي بأن القطاع الخيري أو غير الربحي لا يعني الخسارة، مؤكداً بأنه يتوجب على قيادات القطاع الخيري التفكير في تحقيق الاستدامة المالية لبرامجها وأنشطتها. حيث أوضح الدكتور سالم بن أحمد الديني وكيل كلية الدراسات المساندة والتطبيقية لتطوير المهارات ومدير وحدة العمل التطوعي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بأن غياب الاستدامة ليس لشح في الأفكار والإبداع ولكن لازالت رؤى كثير من المنظمات يحركها الدعم ووجود داعمين. جاء ذلك خلال مشاركته بورقة علمية بعنوان الورقة "طرق الوصول للاستدامة المالية" في "الملتقى الرابع للاستدامة المالية للجمعيات الخيرية بمنطقة مكةالمكرمة.. مفاهيم وتطبيقات" والذي نظمته مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية بجدة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة. وبين د. الديني خلال حديثه بأن الاستدامة المالية للمنظمات غير الربحية هي قدرة المنظمة في الحصول إيرادات استجابة لاحتياجات ومتطلبات، لأجل استدامة العمليات الانتاجية بمعدلات ثابتة أو متزايدة لتحقيق نتائج وآثار أو للحصول على فائض. واستعرض د. الديني أربع أركان هامة لتحقيق الاستدامة المالية في المنظمات غير الربحية يتمحور أولى هذه الأركان على التخطيط المالي والاستراتيجي وتحقيق الموازنة بين الاستراتيجية والمالية مشيراً إلى أن التخطيط الاستراتيجية لا يدرس موارد المنظمة ولا قدراتها في الحصول على موارد إضافية في حين أن التخطيط المالي الموازي يساعد في تحويل الخطة التشغيلية إلى أرقام، منبهاً إلى أهمية الخطة المالية والتي تحدد ما إذا سيكون لدى المنظمة موارد كافية على المدى المتوسط لتحقيق الأهداف المذكورة في الخطة الاستراتيجية. وأضاف بأن الركن الثاني لتحقيق الاستدامة المالية هي التنوع في مصادر الدخل والتي تحصل عليها المنظمات من الأفراد والشركات والمؤسسات المانحة العائلية والمؤسسات المانحة للشركات إلى جانب الدعم الحكومي، مؤكداً على ضرورة أن يكون 60% على الأقل من الدخل يصل عبر خمس مصادر مختلفة. ونبه د. الديني إلى أهمية الإدارة السليمة والتمويل باعتبارها الركن الثالث لتحقيق الاستدامة المالية، مبيناً بأن الإدارة السليمة تضمن استثمار الموارد بشكل جيد إلى جانب معرفة الوضع المالي للمنظمة ومن ثم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وتمحور الركن الرابع لتحقيق الاستدامة حول مصادر الدخل الخاصة بالمنظمات والجمعيات مثل الأوقاف وتبرعات أفراد المجتمع والعضويات وتنظيم فعاليات تجني منها الجمعيات مقابل مادي إلى جانب حملات جمع التبرعات وتبرعات الشركات وبيع المنتجات أو الخدمات والأعمال التجارية ذات العلاقة المباشرة برسالة الجمعية. وأكد د. الديني إلى أن هناك متطلبات لتحقيق الاستدامة وهي الالتزام طويل الأجل والقيادة واستثمار الوقت والمال وتوافر خطط العمل والإدارة الفاعلة لفريق العمل. يٌذكر بأن صندوق الاستدامة المالية يُعد إحدى مبادرات مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية ويسعى لأن يكون رائداً لتحقيق الاستدامة المالية لتنمية وتطوير القطاع الخيري والاجتماعي، وينطلق من قيم الابتكار والإبداع وجدية الالتزام والتعلم المستمر والمهنية والاحترافية، ويعمل على تقديم القروض الحسنة والحلول المالية المستدامة للجهات والجمعيات الخيرية ولجان التنمية بمختلف مناطق المملكة العربية السعودية لتطويرها وتحسين أدائها إلى جانب الإسهام في تنمية المجتمع، ويعمل الصندوق لتحقيق أهداف استراتيجية وهي دعم وتطوير الجهات والجمعيات الخيرية ولجان التنمية بتقديم القروض الحسنة والحلول المالية للتنمية المستدامة وتحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتي للجهات الخيرية وتعزيز ثقافة التنمية المستدامة لدى منسوبي القطاع الخيري والاجتماعي فضلاً عن إيجاد مرجعية متخصصة في الاستدامة لصالح العمل الخيري والاجتماعي.