أعلنت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أمس الأربعاء دخول مشروعها في رأس الخير مرحلة الإنتاج في الربع الثالث من العام الجاري، وقال محافظ المؤسسة المهندس عبد الرحمن آل إبراهيم إن محطة رأس الخير ستدخل مرحلة إنتاج الكهرباء في الربع الثالث بينما ستبدأ إنتاج المياه بنهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل. ويعد مشروع محطة رأس الخير اكبر مشروع تحلية على مستوى العالم بقدرة إنتاجية تصل إلى 1.025 مليون متر مكعب من المياه المحلاة، و2400 ميجا وات من الكهرباء، وباستثمارات بلغت نحو 23 مليار ريال (6.1 مليار دولار). وقال آل إبراهيم أن نسبة الانجاز في المشروع بلغت 75 في المائة، موضحًا أن المشروع عاني من بوادر تعثر في الجزء الخاص بإنتاج الكهرباء إلا أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، عملت مع المقاول المتضامن لنقل المهام إلى أحد المقاولين وأعيد ترتيب أوراق المشروع وأشرف على المشروع في مراحله الأخيرة استشاري متخصص في إدارة المشاريع التي شارفت على التعثر، وتجاوز الصعوبات التي عانى منها حتى استقر عند نسبة انجاز توازي بقية مكونات المشروع. وقال آل إبراهيم أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة توصلت مؤخرًا لتسوية مع شركة معادن بسبب تأخر إنتاج الكهرباء التي تعتمد عليها مصانع شركة معادن في رأس الخير،مبيناً أنه "تم تزويد المصانع بالكهرباء من الشركة السعودية للكهرباء منذ ديسمبر (كانون الأول)، والتي لا يعتبر الطلب على الكهرباء فيها فترة الذروة" وأضاف "توصلت المؤسسة لاتفاق مع شركة الكهرباء لتزويد مصانع معادن بالكهرباء في فترة الصيف مقابل إمداد المؤسسة لشركة الكهرباء ب 450 ميجا وات من باقي محطاتها". وأشار محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه إلى اجتماع تنسيقي جرى بين المؤسسة وشركة الكهرباء وشركة أرامكو السعودية لتحديد المشاريع النوعية التي تحتاجها المملكة في الكهرباء والماء وقال انه سينتج عنها حزمة مشاريع سترى النور خلال السنوات الثلاث المقبلة، وأضاف "أول هذه المشاريع محطة الجبيل 3 والتي سيقفز إنتاجها إلى 1.5 مليون متر مكعب من المياه و نحو 3000 ميجا وات من الكهرباء". وأكد آل إبراهيم إن المؤسسة تنظر إلى استهلاك الوقود في المحطات بكثير من الأهمية حيث تخطط لرفع إنتاج المحطات بنسب50 في المائة بنفس كمية الوقود المستهلك فيها حاليًا، كما لدى المؤسسة خطط للاستثمار الموسع في الطاقة الشمسية لإنتاج المياه، مشيرًا إلى أن السعودية لديها خطة استرتيجية لإعادة بناء المحطات التي شارفت على نهاية عمرها الافتراضي بتقنيات حديثة تقلل من استهلاك الوقود وتنتج المياه بكميات أكبر، واستشهد بمحطة جدة 2 التي تم تجديدها ليرتفع إنتاجها من 40 ألف متر مكعب إلى 240 ألف متر مكعب. وستبدأ محطة رأس الخير إنتاج الكهرباء بقدرة تصل إلى 416 ميجا وات مع بداية الربع الثالث من العام الجاري لتصل قدرتها الإنتاجية نحو 830 ميجا وات بنهاية العام فيما يبدأ إنتاج المياه من وحدة التناضح العكسي نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل بنحو 150 ألف متر مكعب. وستزود محطة رأس الخير مصانع معادن بنحو 25000 متر مكعب من المياه المحلاة وب 1350 ميجا وات من الكهرباء فيما تزود مدينة الرياض ومدن المنطقة الوسطى ب900 ألف متر مكعب من المياه وتزود مدن شمال المنطقة الشرقية ب 100 ألف متر مكعب من المياه المحلاة فيما تزود شركة الكهرباء ب 1050 ميجا وات من الكهرباء. وأوضح الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم أن المؤسسة استطاعت بعد فضل الله إعادة مشروع محطة رأس الخير إلى مساره حيث نجحت خطتها التي حفظت المشروع من خطر تعثره من خلال عدد من الحلول والإجراءات التنظيمية للمشروع والتي أتت أؤكلها لاحقاً لافتاً أن تكليف استشاري جديد وتكامل الأعمال بين المقاولين المنفذين، وإدارة المشروع بطريقة مختلفة راعت حجم المشروع الكبير وضبط التواصل بين المقاولين وتسريعه وتأمين كافة المتطلبات الإدارية والإجرائية على مدار الساعة. وقال محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء أمس بمقر محطة رأس الخير أن نسب الإنجاز ارتفعت للمستوى المطمئن حيث بلغت 75% وهو مؤشر على أن بداية الإنتاج الأولي ستكون في الربع الثالث من هذا العام بفضل الله أولاً ثم بفضل كفاءات المؤسسة وفرق العمل المتناغمة من مستشارين ومقاولين.مشيراً إلى أن مشروع بهذا الحجم وبتواجد كثير من المقاولين والاستشاريين قد يمر ببعض المنعطفات والتعثرات البسيطة والتي بفضل الله لم يعجز أبناء المؤسسة ومستشاريها من تجاوزها بالعمل الدؤوب والمتواصل للوصول إلى الهدف الأسمى إنجازه في وقته المحدد لإمداد الناس بقطرات الحياة. وأبان محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن مشروع محطة رأس الخير يعدّ أحد أضخم وأهم المشاريع التنموية في المملكة ودول الخليج والذي أولته حكومة خادم الحرمين الشريفين اهتمامها ورعايتها بهدف خدمة الوطن والمواطنين وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المياه المحلاة، لاسيما في ظل شح موارد المياه الطبيعية بالمملكة نظراً للبيئة الصحراوية التي تقع بها، لافتاً إلى أن هذا المشروع سيوفّر أكثر من 1.300 فرصة عمل للشباب السعودي من المهندسين والفنيين وغيرهم في التحلية وقد بدأت مجموعة منهم العمل في المشروع بطاقم يضم حوالي 200 عامل من مهندس ومشغل وفني وإداري وسيتم دعمه لاحقاً بمزيد من الكفاءات التي ستخدم وطنها بكل تفاني وإخلاص مما سيكون له الأثر الفاعل على اقتصاد المملكة بإذن الله ويسهم في زيادة دفع الحراك الصناعي والتقني والمهني من خلال واستثمار طاقات الشباب وصقل مهاراته سيما ما تزخر به المؤسسة من معهد تدريبي على أعلى مستوى يشرف عليه مختصين وأكاديميين يقدمون تدريباً عالياً سيسهم بعد مشيئة الله في دعم الوطن وسينتظرهم بعد ذلك الأجر الأكبر من المولى عز وجل في سقيا الناس