ترجل العميد ففقدت جدة أحد الرموز النادرين في الجمع بين العلم والتجارة ذلك هو أحمد يوسف زينل علي رضا، بعد نحو قرن من الزمان قضاه في حب العمل بعد ان اتقنه وتلقاه على يد أسرة أسست للعلم مدارس الفلاح. زينل، الذي تقلد الاشراف على مدارس الفلاح لنصف عمره الذي قضاه سخر هذه السنوات الخمسين لتطوير معقل العلم الأول في جدة والمساهمة في تخريج علماء وتجار ومهندسين وكفاءات وطنية يشار لها بالبنان، وفي الوقت الذي يشغل هذه المسؤولية لم يترك العمل الأساسي لأسرة زينل علي رضا فشكل مع شقيقه «محمد» قيادة تجارية متمكنة تركزت في الملاحة البحرية والوكالات التجارية وخدمات الموانئ، لذلك تحصل في ذلك الحين وبعد أيام قليلة من إنشاء مكتب وزارة التجارة في جدة على أول سجل تجاري في المملكة يحمل الرقم «1». احمد يوسف زينل، الذي ودعته جدة الى مثواه الاخير أمس، كان شاهدًا وحاضرًا على التطورات التي شهدتها المملكة العربية السعودية منذ السنوات الأولى لتأسيس هذه الدولة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- فكانت لأسرة زينل الإسهامات الفاعلة في تحقيق التنمية الاجتماعية والعلمية والتجارية والتي كان يقودها في ذلك الحين الشيخ عبدالله علي رضا وأبناء إخوته أحمد ومحمد. ساعدت التنمية التي شهدتها المملكة في السنوات الأولى من الطفرات الاقتصادية أصحاب الفكر المتقدم والنظرة البعيدة فكان المبادر أحمد زينل أحد الذين استثمروا هذه الطفرة فيما يعود بالنفع لهذه البلاد وابنائها فاتجه سريعًا الى الاستثمار الصناعي مستغلًا الخبرات التي يتمتع بها والامكانيات التي تتوفر في هذه البلاد فأسس مع شركة عبدالله علي رضا وشركاه وبالمشاركة مع شركة موبيل الأمريكية أول مصنع لزيوت التشحيم في جدة والذي كان له الأثر في تغطية احتياجات المملكة من زيوت التشحيم، ومنها كانت انطلاقته الصناعية حتى انه ابتعث ابنه خالد الى الولاياتالمتحدةالامريكية لدراسة الهندسة الصناعية التي عاد بعدها ليؤسس أول شركة سعودية لصناعة الكابلات «شركة الكابلات السعودية». احمد يوسف زينل علي رضا، معروف بين عائلات زينل وعلي رضا وأحفادهم انه حريص على التواصل الاجتماعي والترابط العائلي حتى أواخر عمره ظل يزاور الجميع بين حينة واخرى، ويذكر له التحولات الشهيرة في البيت التجاري العريق حين وسع الجهاز الاداري الخاص بالشركة الأم للعائلة «الحاج عبدالله علي رضا وشركاه» حين أسس أول مجلس ادارة للشركة يتكون من تسعة أشخاص بعد ان كانت الشركة طوال السنوات الأكثر من 70 تدار من خلال الرئيس ونائب الرئيس فقط. ومع حرصه الشديد على الترابط الاجتماعي بين العائلة وأفرادهم مع توسعهم وزيادتهم كان زينل يشرع أبواب منزله ومكتبه أمام المتخاصمين سواء من العائلة او من تجار جدة ووجهائها فكان يصلح بينهم. احمد يوسف زينل علي رضا، محبًا لوطنه ولأعمال الخير مع حرصه الشديد على السرية والكتمان في أداء هذه الفريضة حيث ينتشر بين الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية ان هناك رجلًا يشهد له بالباب المفتوح أمام عمل الخير وهو أحمد زينل، مع تواصله في المناسبات الاقتصادية وحرصه الشديد على المشاركة حتى لو كان بالحضور ومن هذه الفعاليات التي يذكر لأحمد زينل الحضور فيها منتدى جدة الاقتصادي منذ دورته الأولى ومشاركة شركاته في دعم وتمويل هذا المنتدى. بوفاة احمد يوسف زينل فقدت جدة واحدًا من أبرز أعيانها ومؤسس للعديد من الشركات والأنشطة والمشروعات الاجتماعية.