سيطرت قوات تابعة لنائب رئيس جوب السودان السابق رياك مشار على جزءا من ولاية أعالي النيل، فيما تستعد القوات الحكومية للهجوم على ولايتي الوحدة وجونقلي لاستعادتهما من قبضة مقاتلي مشار. وقال الصحفي مصطفى لوال، عبر الهاتف من جوبا، ل"سكاي نيوز عربية" إن قوات مشار دخلت صباحا أربعة مقاطعات هم تونجا وكاكا وكفير وناصر وذلك من ضمن 11 مقاطعة تتألف منهم الولاية. على جانب آخر، مازالت القوات الحكومية متأهبة لهجوم على ولايتي الوحدة وجونقلي لكن لم تتحرك بعد، وسط ضغوط غربية على جوبا وتحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني في الولايتين اللتين أعلنتا ولائهما لمشار. وفي ذات السياق، توقف الإنتاج في حقل إنتاج النفط في منطقة سارجاس في ولاية الوحدة. وقالت مصادر محلية إن عمليات الإنتاج توقفت بسبب قيام الشركة المشغلة للحقل بإجلاء الموظفين الأجانب وأيضا هؤلاء الذين ينتمون لقبائل الدينكا التي ينحدر منها الرئيس سلفا كيرو المستهدفة من قبل مسلحي قبائل نوير التي ينتمي إليها مشار. وفي الأثناء، تزايدت المزاعم في جنوب السودان بوقوع انتهاكات لحقوق الإنسان في النزاع المسلح الذي دخل أسبوعه الثاني، حيث اتهم شهود عيان الاثنين جنوداً في جيش جنوب السودان بارتكاب مجزرة وعمليات اغتصاب وإعدام إثر معارك. وأكد شاهدان أنهما اعتقلا من ضمن نحو 250 شخصاً من جانب جنود حكوميين ثم اقتيدوا إلى مركز للشرطة في العاصمة جوبا، حيث ارتكبت مجزرة لم ينج منها سوى 12 شخصاً. ونجح الشاهدان، اللذان أصيبا، في الفرار واللجوء إلى قاعدة تابعة للأمم المتحدة في جوبا. وتضمنت شهادات لأشخاص آخرين وصفاً لأعمال عنف عرقية واكبتها جرائم وعمليات اغتصاب ارتكبت في 15 ديسمبر، أي في اليوم الأول تقريباً لاندلاع القتال، الذي وصفه سالفا كير في حينه بأنه "محاولة انقلابية" قام بها نائبه مشار. وقالت مصادر لسكاي نيوز عربية إنه لا توجد أدلة ملموسة حتى الآن لتأكيد هذه المزاعم. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين تحدث عن مزاعم بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان، وعمليات تطهير عرقي، مشيراً إلى أن الوضع في جنوب السودان طارئ ويستدعي اهتمام المجتمع الدولي. وقال دبلوماسيون إن بان سيطلب نحو 5000 جندي لدعم حفظ السلام في جنوب السودان، ليصل العدد الإجمالي إلى 11800 جندي. وأضاف الدبلوماسيون، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، أنه من المرجح أن يتبنى مجلس الأمن الدولي قراراً يوافق على الإجراء الثلاثاء. من جهة أخرى، أكد برنامج الأغذية العالمي الاثنين أن نحو 33 ألفاً من مواطني جنوب السودان يحتمون بمجمعات مختلفة للأمم المتحدة. وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان كريس نيكوي إن الأممالمتحدة تؤوي حالياً نحو 33 ألف مدني في أنحاء جنوب السودان، مشيراً إلى أن البرنامج لن يترك البلاد رغم تدهور الوضع الأمني. وتنتشر مخيمات النازحين في كل شبر تقريباً من المجمعات التي لم يعد من الممكن نصب المزيد من الخيام في العديد منها نظراً لنقص المساحة. وذكر نيكوي أن هناك أوضاعاً مشابهة لتلك في جوبا في أجزاء أخرى من البلاد، مثل بلدة بور حيث يوجد نحو 13 ألف شخص يحتمون بمجمع بعثة الأممالمتحدة.