أحييوا قُلوبكم أحبتي دائماً وأبداً بالإيمان وبالصفاءِ وبالنقاء ... وتجاهلوا الحاسدين الحاقدين المنافقين الجهلاء الأغبياء ... ولاتبخلوا على من تُحبون بكلمةٍ ودٍ وصدقٍ ووفاء ... وبِصنيعٍ جميل يكن لهُم في هذه الدُنيا سعادةٌ وهناء ... فجبر الخواطر ... والجود واللين من شِيم الكِرام الأوفياء ... فالدنيا أحبتي جداً قصيرةٌ وكُلنا فيها لامحالة للفناء ... وعند نهاية الأجل المحتوم سوف نَرحلُ منها كأننا غُرباء ... وخِتامها ... ندعوا الإله رب العزة والجلال في كُل صَباحٍ ومَساء ... يُكرمنا بفضله جميعاً بالمغفرةِ والهدايةِ وعِيشة السُعداء ... نسمع كثيراً عن جبر الخواطر فهل تحسسنا معناها ومغزاها وأدركنا أثرها الإيجابي على كل من هم حولنا ...؟! وهل فكرنا في الوصايا التي كان يوصينا بها رسول الله عن جبر الخواطر والتسامح وإفشاء السلام والوئام وحسن الأخلاق وصلة الأرحام ...؟! فكم وكم في قضاء حوائج الناس ومساعدتهم قدر الإمكان لذة وسعادة وهناء لا يعرفها الا من جربها وتمسك بها ... فأجبروا الخواطر أحبتي ... وراعوا ألأحاسيس والمشاعر ... وانتقوا بكل دقةٍ وحرص وحذر الكلمات والجمل حتى لاتجرحوا بها غيركم بقصدٍ او بغير قصد ... وصدق من قال: من سار بين الناس جابر للخواطر ادركته عناية الله في جوف المخاطر ... فمن الواجب علينا كمسلمين ان نتحلى بهذه الصفة والتي هي نهج الأنبياء والمرسلين ... ففيها كلمة طيبة وفعل حسن ومشاركة فعالة في فرحٍ أو ترح وقضاء لدين وصلة لرحم ... وعلينا أيضاً أن نعود أبناءنا وبناتنا على جبر الخواطر حتى يُبارك الله لنا ولهم يقول الأمام سفيان الثوري:(مارأيت عبادةً يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم) وعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: "سُئل النبي صلى الله عليه وسلم ما أكثر من يدخل الناس الجنة؟ فقال : التقوى وحسن الخلق"رواه ابن ماجه وحسنه الألباني...وقال صلى الله عليه وسلم"إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً" ... فحسن الخلق هنا فيه جبر للخواطر ونشر للمحبة والود والإخاء وألفة بين الأقارب وأفراد المجتمع الواحد والمساعدة الدائمة للضعفاء والمساكين والمعوزين والمنكوبين جراء حوادث وكوارث طبيعية وحروب في كثير من بلاد المسلمين ... وليعلم الجميع أنه لايصدر من صاحب نفس طيبة وأخلاق رفيعة كلمة سوء أو فعل شين يسبب ألماً أو حزناً لأحد ففطرته سلامة نفسه ونقاء روحه وإيمانه الصادق بربه وتعوده على جبر خواطر كل من حوله بالتخفيف من أحزانهم وآلامهم وطمئنة قلوبهم بطيبة ورفق ولين دون تعالي أو غطرسة أو كبرياء ... فاللهم إجعلنا ممن يجبرونا خواطر الغير ... وأجبر خواطرنا بفرحٍ قريب ورزقٍ وفير ومغفرة ورحمة واسعة من رب غفور رحيم كريم وجنة عرضها كعرض السموات والأرض لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين ُأُعدت للمتقين .