لنلهم العالم بعُملتنا، كما كُنا مُلهمين في قمتنا الاستثنائية G20 والعالم بين براثن كوفيد وحصاره الاقتصادي، وعُزلة سادها الصمت والإفلاس، ولعل إصدار العملات في تلك الأونة سواء معدنية أو ورقية عملية دقيقة تأخذ بعين الاعتبار عوامل عدة مختلفة منها قوة الاقتصاد والقدرة الشرائية، وكذلك التوجهات العامة المتعلقة بتشجيع التعاملات الإلكترونية على حساب الورقية وهو ما نجحنا فيه -ولله الحمد- باقتدار عالمي وفق المؤشرات والتقديرات الأُممية فالسعودية تتمتع بوضع اقتصادي مميز في ظل احتياطي نقدى يقدر ب560 مليار دولار وناتج محلى إجمالي يزيد على 2.2 مليار ريال، منوها بتراجع التضخم في المملكة خلال السنوات الأخيرة إلى أقل من 3%، لذا فالتضخم المُنفلت في أي دولة يتسبب في فقدان القيمة الورقية جزءا من قيمتها ومنفعتها في السوق، لذا تتحفظ البنوك المركزية في إصدار العملات ذات القيمة المرتفعة مقارنة بالأوراق المتداولة، كما تتحفظ أيضا على إصدار عملة ورقية بقيمة مرتفعة لأسباب مرتبطة بالحماية. فإذا فقد الناس ثقتهم في العملة، حلت الطامة، لأن طباعة النقود دون غطاء لها يؤدي إلى نتيجة أساسية واحدة، هي: ارتفاع الأسعار، حيث يزيد المعروض النقدي دون أن يقابله زيادة موازية في السلع والخدمات، كما حدث في المثل بدولة زيمبابوي، حيث وصل الانهيار بطباعة عدد لا نهائي من العملة، فكان التضخم فيها لأكثر من ستة آلاف مليار دولار، وتمت طباعة أوراق نقدية قيمة الواحدة منها 100 مليار، وزاد الطلب بصورة كبيرة، ولا معروض يلبي الطلب المتزايد، ففقدت العملة قيمتها بشكل كامل تقريبا، وفي عام 2009 تم التوقف عن استخدام عملتهم وبدأوا باستخدام عملات دول أخرى. كل تلك الأمور وضعتها مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما"، قُبيل طرح فئة عشرين ريالا التذكارية من العملة الورقية السعودية، وفق أحدث المعايير في مجال طباعة الأوراق النقدية، بمناسبة رئاسة المملكة لقمة G20 بشكل ثلاثي الأبعاد في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، استنادًا إلى المادة (الرابعة) من نظام النقد السعودي الصادر بالمرسوم الملكي رقم 6 بتاريخ 01/07/1379ه، بتصميم مميز ولون أرجواني يبرز جمالية الزخارف المستوحاة من شعار قمة العشرين. متضمنة صورة خادم الحرمين الشريفين، وشعار رئاسة المملكة لمجموعة العشرينG20، مما يُؤكد أهمية المملكة كونها مصدر إشعاع حضاري واقتصادي. التاريخ يشهد بتحولات المملكة في النقد حيث شهدت السعودية 5 إصدارات للنقد وتسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الرقم الأول من جميع فئات الإصدار السادس من العملة الورقية ، ونسخة من جميع فئات العملة المعدنية، حيث كان أول سك لريال فضي يحمل اسم السعودية بعد توحيد البلاد بثلاث سنوات عام 1935 لتبدأ مسيرة النقد السعودي منذ ذلك الحين، منطلقة بعملات "الفرانسي والمجيدي والروبية والجنيه" كان سكان الجزيرة العربية يتداولونها قبل نحو 120 عاماً قبل أن يصدر أول نظام سعودي للنقد في عام 1928 وتم بموجبه سك الريال العربي، فلنلهم العالم بعُملتنا كما ألهمناهم بقمتنا.