كثيراً ما تتمثَّل سيطرتي الرائعة على القلم في ألاَّ أقول شيئاً ، فما مِنْ جُرح أعمق من جُرحٍ يُحدثهُ القلم. القلمُ طيِّب المنطق ، لكنَّ المُفسِّرين يُؤولونه على غير موضعه ، فهو مطيَّة للأذهان . في اللسان والقلم يتساوى القطع ، فهُما أقسى من البتَّار ، تُساسُ بالقلم الأقاليم ، ويُساسُ باللسان البشر ، والقلم القاسي كالسيف القاطع! ثمرةُ الأقلامِ الألفاظ ، وواحتهُ الفِكْر ، حتَّى أنك تجد في حِكَم العُظماء أقلام أقوى من السيوف. يقول نجيب محفوظ:( عندما أكتبُ بقلمي ؛ لا أعبأ بِشيء)، فما يقوى عليه القلم لا يقوى عليه السيف. القلم نور العقل ، فالكلمة المُتزنه تزيده زينة ونوراً ، وغيرها أثر من آثار ظُلمة العقل. يقول نزار قبَّاني:( حين لا تكفي الكلمة ، يقوم القلم بما تعجز عنه). إنَّ ملكة التعبير بالقلم هِبة من الله تعالى ، في الوقت الذي لا يُسعفني لساني أنْ أتكلَّم. القلمُ سفيرُ العقل ، ورسولهُ الأنبل ، ولسانه الأطول ، وتُرجمانه الأفصح. فقط نحتاح لِقلم رهيف ، وورق أبيض ، ومِداد من ذهب.