بالأمس...صرح وزير الصحة بتصريح مسؤول من مسؤول يُدرك ويعي معنى هذه المسؤولية المُلقاة على عاتقه مُنتقياً كلماته بكل دقةٍ وحكمةٍ وهدوء فأثلج صدورنا وطمئننا بأننا في أيدٍ أمينة ولاخوف علينا من كرونا وتبعاتها ...! فكان (بداية) تصريحه بالحمد والشكر لله ثم لأصحاب الفضل بعدالله علينا والعمل الجبار والصرف أللامحدود من ولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم...! (وأوسطه)...مُبشراً مُتفاءل ثم أردفه بإفرحوا على ما نحنُ عليه وفيه الآن ثم نَبَهَ بأسلوب راقي حضاري ولبق بأن الخطر مازال قائماً وعلينا أن نستمر بأخذ الاحترازات والاحتياطات اللازمة التي اصدرتها وزارة الصحة لنا والتمشي بموجبها بكل عناية وحرص...! (وختامه)...اطمئنوا فأنتم في المملكة العربية السعودية تحت ظل قيادة حكيمة وضعت صحة الأنسان أولاً...! فشتان بين هذا التصريح المُتزن(حكمةٌ) وذاك (مؤلمة)...! فتصريح مؤلمة ماقبل يومين بدأه بمؤلمة وأوسطه بإحباط وختمه أخيراً بربط الحزام ...! فجعل كُل من سمعه يُصاب بالإحباط وبالهذيان وكثرة الأسئلة عما سوف يحدث مستقبلاً حتى المستثمرين الذين كانوا يستعدون وعندهم النية لدخول السوق السعودية مرة ثانية خافوا وتراجعوا وبدؤوا يحسبون لكُل كلمة انطلقت من هذا التصريح ألف ألف حساب لأنه فعلاً هز مشاعر الجميع وأقلق مضاجعهم حتى إن بعضهم صام اليوم الذي تلا هذا التصريح بلا سحور ...! فقبل كل تصريح احبتي وكما علمنا آبائنا وأجدادنا ومُعلمينا أصحاب الفضل علينا بعد الله سبحانه وتعالى أن"ثمنوا كلامكم وأنتقوا كلماتكم ودائماً تفاءلوا فإنكم مسؤولين عن كل تصرفاتكم وكلماتكم وكل مايصدر عنكم"...! فقد يترتب على أي كلمة لم تكن في موقعها الصحيح أمور سلبية كثيرة لا يتوقعها فبزلة كلمة قد تهدم شعب وتقلق فكرة والعكس صحيح فبكلمة طيبة يغشاها روح التفاؤل والأمل قد تُحي شعوب وقبائل وتُهدي من روعتها وترفع من معنوياتها فالمعجزة تصبح حقيقة لا خيال...! وفي كلتا الحالتين ما أراده الله لنا وبنا سيكون شئنا أم أبينا سلباً أو إيجاباً وهو خيرٌ لنا والله لطيفً رحيمٌ خبيرٌ بنا ولا يريد بنا إلا كُل خير ...! فقد تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم وقد تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم فلماذا لايكون التفاؤل دائماً عنوان لكل تصاريحنا...؟! يقول الله عز وجل في سورة البقرة:{وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}صدق الله العظيم...! فالناس أحبتي ليسوا سواء أشكالٌ وألوان منهم الأمي ومنهم المتعلم ومنهم المريض نفسياً وعقلياً ولايتقبلون أي تصريح فيه نوع من الإحباط لأنهم يمرون بأزمات متلاحقة من كورونا وخوفها والحجر واقفال المساجد وعدم الاجتماع مع الأهل والجيران والأرحام والأحباب والأصحاب فهم جميعاً في كربٍ عظيم ويبحثون دائماً عن أي كلمة أو حرف فيهما بصيص من أمل حتى لو كان وهماً أو سراب...! التصريحان مخرجهما واحد وأنت تتحكم بهذا المخرج ولكن هناك من انتقى كلماته وأحرفه بكل دقةٍ وإتقان وحرص وتفاؤل ومستقبلٍ للسامع زاهر فطمئنَ وبشرَ وكِسب الأجر والثواب من الله والدعاء من عباد الله...! وهناك من أرسل كلماته وأحرفه كيفما إتفق دون تفكير عميق وتأني وعناء للبحث عن الأفضل فأخاف وأفزع وأحبط وجعل الناس يعيشون في دائرة مفرغة ينتابهم فيها كل ثانية ألف سؤال وسؤال عما سوف تؤول إليه أمورهم بعد (مؤلمة) ...! فعلينا أحبتي أن نكون على قدر أي مسؤولية توكل لنا وتكون تصريحاتنا في منتهى الدقة والحكمة والذكاء حتى لاتُؤخذ علينا وتُستغل في الإعلام لزعزة أمننا وهز إقتصادنا وخصوصاً إعلام السفهاء الذين يتربصون بنا في الصباح وفي المساء في الصباح يلملمون القاذروات من كل مكان وينامون تحت السيارات وفي الليل ينبحون اكرمكم الله حتى يفج نور الصباح ...! فالله يحفظنا جميعاً ويحفظ بلاد الحرمين الشريفين وولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك/سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير/محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ويبارك لنا فيهما ويمدهما بنصره وتأييده ويعزهما ويرفع دائماً قدرهما ومكانتهما بين الأمم... والله من وراء القصد.