إن قضية الطفولة تحتل مكانة كبرى لدى الآباء ، والمربين ، والمفكرين لخطورتها في بناء الإنسان ، وإعداده الأعداد السليم ليواجه الطفل الحياة ويخرج إليها يعتمد عليه ، ويعتمد به في بناء نفسه بما يتلاءم مع مستجدات الحاضر و الحفاظ على التراث ، ساعياً إلى المنافسة الشريفة على المستوى العالمي في الحاضر والمستقبل ، من خلال ما يكتسب الأطفال في الأسرة وفي المدرسة وما يحيط به في المجتمع من خبرات ذات علاقة بالحياة وأدب الأطفال يلعب دوراً بارزاً وخطيراً في هذا المجال . ويعد أدب الأطفال صرحاً قوياً في بناء ثقافة الطفل وتنمية الخيال والإحساس بالجمال ولكنه لا يزال يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتخطيط ومراعاة نمو الأطفال وقدراتهم وميولهم والابتعاد عن نقل الكتب الأجنبية حرفياً للغة العربية الطفولة هي صانعة المستقبل ، وأمل الغد المشرق ، وهي تحتاج منا إلى الكاتب البارع ،والأديب الجيد الذي يصوغ الكلمة في قالب أدبي بسيط محقق جودة الفكرة وصحتها ، وعمق الصياغة وجدتها ، وينقل الاطفال إلى عالمهم حيث المتعة النفسية في عالم الطبيعة والجمال الفني والصياغة الشعرية الرقيقة المناسبة لنمو الأطفال و مدركاتهم الحسية والمعنوية ، والتشويق والإثارة و الارتقاء بهم حضارياً بما يتماشى مع تعاليم الإسلام الحنيف في حدود ديننا ومعتقداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة . وخرجنا بمفهوم أكثر شمولية من وجهة نظرنا ، فرأينا أن أدب الأطفال هو التعبير الأدبي الجميل نثراً أو شعراً وهو الذي يقوم على جمال الفكرة وخلوها من التراكيب ، والألفاظ والأساليب المعقدة وتقديمها بأسلوب أدبي مثير يوصل العقيدة الصادقة والأخلاق الكريمة ، والحب والفضيلة والفداء والتسامح والسلام واحترام آراء الآخرين . وصقل الشخصية ، وتعديل السلوك ، والنظر إلى الحياة بمنظار التفاؤل ، والأمل لا بمظاهر التشاؤم والقلق ، والبعد عن العنف ، والتطرف ، والإرهاب ، والارتقاء ، بالمشاعر والأحاسيس المرهفة والعاطفة الجياشة والخيال المنطلق في نفوس الأطفال بما يوحي لهم التعايش مع الآخرين بثقه ورحابة صدر وحب للحياة تحقيقا للشعار "كن جميلاً ترى الوجود جميلاً " .