تتزايد مع دخول موسم هطول الأمطار احتمالات التعرض لمخاطر السيول خصوصاً المفاجئة منها، حيث يخرج الناس في مثل هذه الأيام للتنزه في الأودية والبراري دون الاستماع إلى نشرات الطقس والتحذيرات التي تطلقها الجهات المختصة. فالأمطار فى حد ذاتها ليست مصدرًا للخطر، بل ما يترتب عليها من جريان الأودية خاصة عندما تكون درجة الانحدار كبيرة فتكتسب المياه طاقة هائلة في الاندفاع تحمل معها ما تمر به من حصى وطين ومخلفات مما يزيد من قوتها على التدمير، وقد شهدت بعض مناطق المملكة في السنوات الأخيرة أمطارًا وسيولًا راح ضحيتها عدداً من الوفيات بالإضافة إلى الأضرار المادية في الممتلكات والتي كان بالإمكان تلافيها بإمر الله تعالى لولا أن هناك من يتسببون في الأذى لأنفسهم أو لغيرهم ويشغلون أجهزة الدولة كالدفاع المدني ورجال الأمن الذين قد يدفع أحدهم روحه ثمنا ًللحظة طيش من قبل أحد المتهورين حيث لم يفكر في عاقبة ما يقوم به من مغامرات قد تكون نهاياتها مأساوية. فلا أدري حقاً لم يخرج الناس مع بداية هطول الأمطار بسيارتهم للتنزه رغم تعليمات الجهات المختصة التي تشير إلى البقاء في المنازل ؟! ولا أعلم لم يعبر ذلك المتهورر بسيارته السيول الجارفة رغم تلك المآسي التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لأناس فقدوا أرواحهم نتيجة لمغامرة ربما كان الهدف منها التفاخر والتباهي أمام الآخرين ؟! ولا أجد مبررًا لاستخدام الجوال أثناء نزول الأمطار التي تصاحبها تلك الصواعق القاتلة من أجل تصوير مقطعًا كان بالإمكان تصويره بعد توقف المطر وزوال الخطر ! أإلى هذا الحد استرخصنا أرواحنا ؟! أم أننا لا ندرك ما نقوم به من تصرفات خاطئة قد تكون عواقبها وخيمة. وعليه ومن مبدأ تلافي الأخطار قبل وقوعها ومن منطلق كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فإن على الجهات المعنية دراسة هذه الظاهرة و إصدار قوانين صارمة وعقوبات رادعة لكل من يدخل الأودية اثناء هطول الأمطار وكذلك لمن يقيم المخيمات في مجاري السيول والتجمعات المائية الناتجة عنها ، ومنع السباحة فيها لاحتوائها على الطين والوحل الذي يعيق الحركة حتى لمن يجيد السباحة فالله قد استودع فينا هذه الروح التي يجب المحافظة عليها وعدم تعريضها للتهلكة من أجل لحظات طيش عابرة.قد تكون سببًا في إزهاق روحٍ طاهرة.