أ . عفاف النهاري .. يا لبشاعة نفوس بعض البشر .. .. يا لقسوة القلوب الحافية التي نزعت منها الرحمة .. .. يا لنكران العشرة .. والفضل ..وحسن العشرة والمعشر .. .. يا لجحود من جعله الله سكن والأمن والأمان والرحمة لزوجته .. شريكة حياته .. ورفيقة دربه .. .. والله إنه لأمر جلل .. موجع .. مقزز .. مؤلم أن يفقد الإنسان إنسانيته .. وأن يتحرر من كل معاني الرحمة ليصبح مثله مثل الحيوانات الضارية التي تحيا في ظل شريعة وقانون الغاب .. بل هم أقل من ذلك الإنسان قسوة وشفقة ورحمة بجنسهم .. والأشد إيلاماً أن تكون هذه القسوة وذلك الجحود والنكران والإنكار من شريك الحياة .. الزوج .. وما أدراك ما الزوج بالنسبة لشريكته .. وشريكة حياته .. زوجته .. المأساة ..!! تعالوا معي أعزائي قراء هذه الصحيفة العريقة .. الغراء ( مكة الآن ) لنبحر في اتون مرثية حزن والم وبكاء وشجن ولوعة وحسرة شقيقه على شقيقتها التي غدر بها المرض العضال ( الخبيث ) .. وقبله ومعه واثنائه غدر زوجها الذي تجرد من حس البشر كإنسان .. كإنسان .. وتنكر لأهم واجبات رجولته .. وتخلى عن مسؤولياته .. * عزيزه طبيبة عظيمة .. بأشهر مستشفيات مدينة جده وأهمها ..ناجحة .. نشيطة .. متميزة .. في عملها .. دمثة الخلق .. بشوشة .. محبوبة للجميع .. تعشق عملها كطبيبة وداعية إلى الله .. وحافظة ومعلمة لقرآنه وعلومه .. تحب الخير للجميع .. وتعين الجميع .. * وتواصل الشقيقة : ( س.ح ) حكاية مرثية شقيقتها ( عزيزه ) فتقول : * عشنا سويا يا عزيزة ونحن صغارا .. * وكبرنا سويا ياعزيزة وصرنا كبار .. * كبرت معانا أحلامنا .. وراح كل واحد منا إلى دربه ونصيبه .. ولكننا سنظل كما نحن أخوات .. * صحيح أن لكل واحدة منا أصبح لها بيت واستقلالية .. وأسرة .. وعيال بنين وبنات .. ولكننا لم نفترق لأننا أخوات * عشنا سنينا .. ومرت أعواماً .. وكبرنا وكبروا العيال ونحن أخوات .. * تخاصمنا وتصالحنا .. واختلفنا واتفقنا في وجهات النظر ورؤى .. بروح الأخوة .. لأننا كنا أخوات .. وكنا عكس البشر تجمعنا وتضمنا خلافات الأخوة لأننا أخوات .. * داهمك المرض .. واغتال هناءك وسعادتك .. لم نفترق .. لم نترك بعضنا بعضا ولو للحظات .. لأننا اخوات * افترسك الخبيث اللعين .. ونهش جسدك النحيل .. ودب الحزن بقسوته في قلوبنا واستحالت حياتنا الى جحيم .. وويلات والآم .. وقلوب تبكي دما .. كيف لا ياعزيزه فنحن اخوات .. ونظل اخوات * كنا معك .. لحظه بلحظه .. لم نفترق . لم نبتعد .. كنت السنتنا تلهج لك بالدعاء وتطلب من الباري لك عاجل الشفاء .. وان تعودي لدارك وحياتك بعد ان فقدنا وفقد الجميع معنى الضياء .. وتوقفت الفرحة في حياتنا .. وتعقدت كل الحروف والكلمات على السنتنا .. انتظارا لرحمة الله وانفراج الغمة .. وازاحة الكرب عن صدورنا .. وعودة الفرح لقلوبنا .. فنحن ياعزيزة الأحن وانت اغلى الاخوات .. الفجيعة ..!! .. ما كنا ندري يا عزيزة .. وما كان يحطر لنا ببال بأن محنتك ستحمل في رحمها ملهاة .. مأساة .. كوميديا سوداء .. بطلها من لا يخطر لنا ذكره ببال .. ولا يتبادر الى اذهان بشر ان يأتي الغدر والجحود والإنكار .. والتنكر والتخاذل والانحدار الاخلاقي والانساني على يديه الكريهتين .. الزوج .. والرفيق .. ابو الأولاد ..!! * عجبا .. كيف سولت له نفسه المريضة .. وحقده الأعمى .. ان يتنكر لرفيقة عمره ودربه في محنتها التي لم يكن لإرادتها شيء فيها ؟ * وكيف له ان يتخلى عنها وهي احوج ماتكون لوقفته بجوارها ولسماع كلمه لربما تكون سببا لشفائها ؟ كيف يتخلى عن ابسط واجبات رجولته كزوج ؟ * كيف سولت له نفسه أن يحرض ولد وبنتين على أمهم التي وصلت إلى حد الاحتضار أمام أعينهم .. وتحت ناظريهم .. كيف ؟ بشاعة وقسوة غير مسبوقة ..!! * ماكنا ندري أن الخسة والنذالة والحقد البشع سيكشر لنا عن أنيابه القبيحة .. ورائحة الغدر والجحود والنكران الكريهة تفوح في وجوهنا من خلالها .. * ما كنا ندري أن ذلك الذي كنت تدعيه زوجك وأبو أولادك .. هو نفسه ابليس متنكر بصورة آدمي تجرد من كل القيم والأخلاق وتنكر لك ولكل قيمة جميلة كانت بينكم يوماً .. * يختلق المشاكل .. يثير الفرقة .. يزرع الفتن .. والضغائن .. ما إن تقع عيناه على واحدة من شقيقاتها إلا ويبادرنا وبدون أي سبب بالشتائم والسباب ويصر على طردنا عندما نزورها * لم يرحم تلك الأم المنكوبة .. الطاعنة في السن المكلومة في ابنتها تلك الزهرة التي كانت تراها في حالة من الذبول و الإنطفاء وقد نهش جسدها الخبيث اللعين .. * لم يرحم بكائها .. نحيبها .. حسرتها على فلذتها الجميلة .. ما كانت تجد منه الا الاهانات والسباب والشتائم والطرد أيضاً * ماكنا ندري أنه بكل أساليب الخداع استولى على راتبها ومكافئاتها وأموالها وذهبها ومجوهراتها حتى فلتها التي كانوا يقيمون فيها نقل ملكيتها له باسمه دون أن يدري أحد .. لم يترك لها شيئا * كان يعرف انها ستموت * سافر معها إلى أمريكا لا ليقيم معها وليرعاها في مأساتها .. بل ذهب للتنزه والتسوق ولم يكن يدري عنها شيئا ولم يدري أيضاً عن وفاتها إلا حينما أبلغته إدارة المستشفى الأمركي بوفاتها .. حتى إن مراسم التكفين والكفن نفسه ,.. استولى على حقها فبدلاً من أن يحضر لها تابوتاً خشبياً يليق بها .. تركهم يكفنونها في تابوت كرتوني .. واستولى هو على مبلغ 38 الف ريالاً سلمتها له الدولة – حفظها الله – ليشتري لها الكفن المناسب * جاءت جثتها إلى جده وكان المشهد الأخير أكثر مأساويا : 1- لم يسمح لأحد من أهلها وأشقائها وشقيقاتها وحتى أمها من إلقاء نظرة الوداع على جثمانها 2- لم يكن يرغب في تغسيلها وتكفينها على الطريقة الإسلامية على الطريقة المتبعة في بلادنا وحسب شريعتنا الإسلامية 3- حتى مراسم الصلاة عليها أُجريت بشق الأنفس لأنه كان يمنع الجميع من الاقتراب من الجثمان رحمك الله يا شهيدة الغدر والخسة وخيانة الزوج غير الوفي وجحود أبناء وبنات