الجودة في التعليم، مالها و ما عليها د. مرزوق بن مطر الفهمي أكدت الدراسات والممارسات العالمية أن الهدف من إدارة الجودة(باختلاف المسميات) في أي منشأة هو ضمان أن جميع النشاطات الضرورية لتصميم وتطوير وتقديم المنتج أو الخدمة فعّآلة، وتعمل بكفاءة. ويتم ضمان الجودة من خلال القياس والتقييم لهذه الأنشطة والممارسات ومراقبتها بشكل مستمر، ورفع التقارير عن مستوى الأداء لمتخذ القرار؛ بهدف تطبيق الإجراءات التصحيحية اللازمة، وضمان تحسين جودة المنتج أو الخدمة المقدمة. ومنذ إنشاء الإدارة العامة للجودة الشاملة في وزارة التعليم عام 1431ه، والذي بناء عليه تم إنشاء إدارات وأقسام الجودة الشاملة في إدارات التعليم، التي عملت على نشر ثقافة الجودة والتميز في الميدان، والحث على تجويد الأداء، والمساهمة في رفع الوعي بضرورة تحقيق نتائج أداء مميزة، والتأكيد على ضرورة مراجعة وقياس الأعمال، والسعي إلى تحسينها بشكل مستمر، والتدريب على مواصفات ومنهجيات ونماذج الجودة والاعتماد والتميز والتحسين العالمية، والعمل على تطبيق مواصفات ونماذج عالمية في الجودة والتميز. وقد حصلت كثير من الإدارات التعليمية والمدارس على عدد من الشهادات والاعتمادات العالمية مثل الآيزو 9001 والآيزو 21001 وكذلك الآدفانسد و isqm وفي مجال التميز المؤسسي مثل efqm وكذلك الحصول على مراكز متقدمة في جوائز التميز المحلية والإقليمية سواءً إدارات تعليم أو مدارس أو معلمين ومعلمات أو طلاب وطالبات. كما علمت إدارات وأقسام الجودة على بناء نماذج وأُطر للاعتماد محلياً مثل الاعتماد المدرسي، والتقويم الذاتي المؤسسي، ومشروع مدارس الجودة، ومشروع ضمان الجودة في التعليم، والعمل على بناء عددٍ كبير من أدلة العمل التي تساهم في تجويد وحوكمة الممارسات الإدارية والتعليمية، كما عملت إدارات وأقسام الجودة على تأسيس عدد من جوائز التميز في المجال التعليمي محلياً مثل جائزة الموسى بالأحساء وجائزة عبدالصمد القرشي بمكة المكرمة وغيرها. وقد عملت ولا زالت تعمل إدارات وأقسام الجودة على تحويل إدارات التعليم والمدارس إلى منظمات متعلمة، وبناء القدرات في مجال تطبيقات الجودة، وهذا ما تحقق بدرجة كبيرة، حيث أصبح المجتمع التعليمي يتحدث بلغة الجودة وإدارة العمليات والتوثيق والقياس والتحسين وضمان الجودة والاعتماد والتميز المؤسسي، وأصبح هناك عدد كبير من الكفاءات والقدرات المؤهلة في مجال تطبيقات الجودة. وهذه المفاهيم والممارسات لم تكن شائعة في الأوساط التعليمية من قبل، وإنما كانت نتيجة لعمل دؤوب من إدارات وأقسام الجودة على مدى أكثر من 10 سنوات. ومما يؤخذ على أعمال الجودة هو غياب الاستراتيجية وعدم الاستقرار والثبات على رؤية مرحلية ثم الانتقال إلى مستوى أعلى وربما أن تحولات هذه الإدارة المستمرة من إدارة التقويم الشامل إلى إدارة الجودة الشاملة ثم إدارة الجودة وقياس الأداء وأخيراً إدارة قياس الأداء، ساهمت في عدم الاستقرار وثبات الرؤية. وكذلك مما يؤخذ على أعمال إدارات وأقسام الجودة هو العمل على عدة مشاريع كبيرة في وقت واحد مما يثقل على الميدان ويفقد التركيز ويجعل النتائج دون المأمول. والله ولي التوفيق