عبدالرحمن حسن جان* الرعاية التلطيفية (Palliative Care) عبارة عن أحد مجالات الرعاية الطبية التي تركز على تخفيف ومنع معاناة المرضى ، فقد ادرجت وزارة الصحة السعودية مشكورة هذا البرنامج ضمن البرامج العلاجية في المستشفيات ، يقدمه فريق الرعاية المكوّن من الأطباء والصيادلة وفريق التمريض ورجال الدين والأخصائيين الاجتماعيين والأطباء النفسيين وغيرهم من ذوي الخبرة من أجل التعامل مع التغيرات الجسدية والعاطفية والروحانية والاجتماعية التي تظهر مع تقدم المرض . انطلاقاً مما سبق فإنه يلاحظ على البعض القلق النفسي والخوف من أحداث متوقعة كالمرض أو الموت ، والتفكير السلبي الدائم في ذلك ، والتحدث كثيراً حول مخاوفه تلك ، فينغص حياته وحياة المحيطين به ، والبعض قد يبتلى فعلاً بمرض أو مصيبة فيعيش في حالة توتر وقلق وحزن واكتئاب ، وقد يصل الأمر والعياذ بالله إلى عدم الرضا والسخط مما قضاه الله وقدره عليه ، لا شك أن المبتلى أو صاحب المصيبة يمر بظروف عصيبة ونفسية قد تدمر حياته وتقلبها رأساً على عقب ، وفي المقابل نجد البعض منهم يتجاوز الابتلاء والمصيبة بالرضا والصبر . إن الغيب لو كُشف لنا لما اخترنا إلا ما اختاره الله ، لذلك يقول ابن القيم رحمه الله من عرف الله بأسمائه وصفاته علم يقيناً أن ما أصابه من المحن والمكروهات أن فيها من ضروب المصالح والمنافع مالا يحيط به عقله بل إن مصالح العبد فيما يكره أكثر منها فيما يحب ، وعلم أيضاً أن اختيار الرب لعبده خيراً من اختيار العبد لنفسه ولذلك قال الله : (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئَاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) . عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله تعالى يقول : إذا أُصبت بمصيبة فاحمد الله أربع مرات :- 1- أحمد الله أنها ليست في دينك ، ولذلك من دعائنا اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا . 2- أحمد الله أنها جاءت على هذه ولم تأتي أشد منها ، يعني مات ولدك بقي أولادك وبقيت زوجتك ، احترق بيتك بقيت سيارتك وبقيت أرضك ، يعني تذكر نعم الله سبحانه وتعالى . 3- أحمد الله أنك صبرك وغيرك لا يصبر . 4- أحمد الله أنك وفقت أن تقول إنا لله وإنا إليه راجعون ، كما أمر الله المؤمنين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . يقول الدكتور عبدالله الجعيثن : شتان بين ألم يصحبه أمل ورضا واحتساب وألم يصحبه إحباط وجزع وتسخط ، ألم واحد وحال متفاوته والقرار بيدك ف ( من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) . وبعد فإني أقدم العلاج السحري لمصابك ولمشاكلك الاجتماعية ولجميع أمراضك المعنوية والحسية ، وهذا العلاج متوفر في صيدلية محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال : ( إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ) رواه الترمذي وحسنه . هذا الحديث العظيم فيه ترضية للمصابين ، وتخفيف على المبتلين ، وتسلية للصابرين ، حيث يقرر فيه النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كلما عظُم البلاء عظُم الجزاء ، فالبلاء السهل له أجر يسير ، والبلاء الشديد له أجر كبير ، وهذا من فضل الله جل وعلا على عباده ، أنه إذا ابتلاهم بالشدائد أعطاهم عليها الأجر الكبير ، وإذا هانت المصائب هان الأجر ، كما أن نزول المصائب والبلايا بالإنسان دليل على حب الله له ، فإذا رضي الإنسان وصبر واحتسب فله الرضى وإن سخط فله السخط ، وفي هذا حث على الصبر على المصائب ، حتى يُكتب للعبد رضا الله جل وعلا . *أخصائي أول اجتماعي