أبُونا آدم ، وأُمُّنا حواء ، خلقهما اللهُ من طين .. يقول الشاعر: فإنْ يكُن لهُم من بعدِ ذا نسبٍ❄يُفاخِرون بهِ فالطِّين والماء. وقال آخر: أيُّها الفاجِرُ جهلاً بالنسب ❄إنَّما الناسُ لأُمٍّ ولأبِ هل تراهُم خُلِقُوا من فِضَّةٍ ❄هل سوى لحمٍ وعظمٍ وعصب. إنَّ منهجَ الشرع الحكيم ، والعقل السليم ، تدعوان البشر ؛ لِيعِيشوا متآلفين متكاتفين ومتحابين .. إنَّها دعوة الإسلام للعرب ، للخروج من جاهلية جهلاء ، إلى رحابة الإسلام وسماحة الدين ، فوقف الإسلام من كل عصبية مقيتة ، وعُنصرية ممجوجة ، لدرجة أن الفخر قد طال الأطفال ، حيثُ قال الشاعر الجاهلي: إذا بلغ الرَّضيعُ لنا فِطَاماً ❄تخرُّ لهُ الجبابر ساجِدِينا. وهناك من يقول: ( لنا الصدرُ دُون العالمين أو القبرُ). لقد لُوحِظ في الآونةِ الأخيرة ، تناقل مقاطع فيديو ، لها بصمات من خُبث ، يروِّجها عُملاء في الدَّاخل ، وييبُثها أعداء الخارج ، ويستقبلها عامّة الناس ، عِلماً بأنَّ النيابة العامة ، وأجهزة الدولة ، تُتابع مصادر مثل تلك الفيديوهات ، وقد ألقت القبض على الكثيرين ، وطالتهم يدُ المساءلة .. . إنّ َ الافتخار بالأنساب والأحساب من كُفر النِّعَم ، فهُم يتباهون بالتوافه!! قال تعالى:( يأيُّها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأُنثى وجعلناكم شُعُوباً وقبائِل لِتعارفوا إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكُم …). تقوى الله هو الفيصل بين بني البشر. فقد جمعت هذه التقوى بين أبي بكر القرشي ، وبلال الحبشي . إنَّ إحياء التعصُّب ، والعُنصريّة ، التي قال عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- :( دعُوها فإنّها مُنتنة). إنَّ فلتات اللِّسان ، والتغنِّي بالقبليّة ، كُلَّما خبت نارُها ، جاء من يُسْعِرُها!! لذلك فإنَّ هذهِ الحميَّة لِغيرِ الدِّين، التي حذَّر اللهُ منها :( إذْ جعل الذين كفروا في قُلوبهم الحميَّة حميَّة الجاهلية).. تُوقِع المرء في المصائب ، وتُؤدِّي إلى ظُلم العباد .. والقصص كثيرة .. ألم يقُلْ الأوّل: وهلْ أنا إلا من غزِيَّة إنْ غوت ❄غويتُ وإنْ ترشُد غزِيَّة أرشُدِ!! ينبغي علينا أنْ نتناصح ، وألّا نتفاضح. فإنما المُؤمنون إخوة ، وأنْ نتصافح ، ولا نتناحر ، فأعداؤكم يتربَّصُون بِكم الدوائر ، ويُريدونكم متناحرين متنافرين ومُتحارِبين!! فلا تخلقوا الفُرص لأعدائِكم ، ولا تُروُِجُوا للدهماء بينكم ، وانكروا على من يُحييها بعد أنْ وأدها الإسلام بِلا رجعة ، وأمقُتُوها ولا تُشيعُوها بينكم ، واجعلوا جوَّالاتكم مقابر لها ، دون أنْ ترحل منها للآخرين!