!! عبدالرحمن حسن جان* تُعجل لعاق الوالدين العقوبة في الدنيا قبل الآخرة ، وينال جزاء عقوقه فيها ، والعقوق هو كل ما يؤذي الوالدين من قول أو فعل ، مثل الهجران وعلوّ الصوت وعصيانهما وضربهما ، أو أي نوع من أنواع الإيذاء الجسدي والنفسي ، لذلك كان ” رضا الرب في رضا الوالد ، وسخط الرب في سخط الوالد ” كما جاء في الحديث . شهدت الساحة السعودية خلال عام 2014 ارتفاعاً ملحوظاً في أروقة المحاكم ؛ حيث كشفت إحصائية صادرة من وزارة العدل ، أن قضايا العقوق التي رُفعت من قبل آباء وأمهات ضد أبنائهم أمام المحاكم بلغت 265 قضية عقوق ، مما يعد معدلاً خطيراً على تزايد ظاهرة العقوق في المجتمع السعودي . ظهرت على الساحة الاجتماعية العديد من قضايا العقوق التي تدمع لها القلوب أثرت بصورة كبرى في المجتمع السعودي ، وكان من ضمنها قصة واقعية مؤلمة حدثت في المستشفى التي أعمل به ، غير منشورة من قبل والتي أعتبرها قصة الموسم وكانت أحداثها كالتالي : مريضة كبيرة في السن كانت منومة بالمستشفى ، من مرضى الإقامة الطويلة بها المرفوضين من أسرهم ، هؤلاء المرضى قد انتهى علاجهم بالمستشفى ويحتاجون إلى رعاية أسرية في منازلهم . هذه المريضة كانت مرفوضة من قبل إبنها الوحيد فهو كما ادعى أن العلاقة بين والدته وزوجته متوترة ، لذلك لا يمكن أن تسكن والدته في منزله ، وأنه سيحاول استئجار غرفه لها بجواره ، وكان يماطل في خروجها حتى توفاها الله في المستشفى . مرت السنين وأجرت المستشفى تعديلات في أقسام التنويم حيث بدلت بين أقسام تنويم الرجال وأقسام تنويم النساء بمعنى قسم النساء أصبح قسماً للرجال والعكس . لقد حان الوقت لتنفيذ وتعجيل عقوبة العقوق في الدنيا قبل الأخرة على هذا الإبن العاق الذي مرض وادخل نفس المستشفى ، صحيح أن العقوبة عجلت له في الدنيا لكن العجيب والغريب أن تعجل له في نفس غرفة وسرير والدته التي نومت وتوفيت عليه . تفرض قضايا عقوق الوالدين في السعودية عقوبة تعزيرية شديدة تصل إلى السجن والجلد ، ويمكن أن يحكم بعض القضاة بعقوبة بديلة ، كأن يعمل الإبن في دور العجزة ، بالإضافة إلى الوعيد الشديد في الآخرة ، كما أوضحت الشريعة . “كما تدين تدان”، وما تفعله اليوم ستجني ثمرته غداً . هذا هو قانون الحياة الذي قد يغفل عنه العديد من الأبناء في المعاملة مع والديهم ؛ ليصلوا إلى الإجحاف بهم وسوء معاملتهم ؛ ليسقطوا في حفرة عقوق الوالدين وغضب رب العالمين . *أخصائي أول اجتماعي