عبدالرحمن حسن جان* لعل أهم إيجابية في زواج المسيار تكمن في تحصين الرجل والمرأة من الوقوع في الحرام وما يترتب عليه من أضرار ، ومن إيجابياته الحد من ظاهرة العنوسة ، والقضاء على الزواج العرفي المنتشر في بعض المجتمعات ، أو غيره من الزواجات الباطلة شرعاً ، كما أن زواج المسيار يحل إشكاليات العاجزين عن القيام بأعباء الزواج المادية ، وكبيرات العمر من المطلقات والأرامل . كذلك من الإيجابيات أن يعيش الزوجين مرتاحَيَن من المسئوليات تجاه بعضهما لا سيما اذا كان أحدهما أو كلاهما مرتبطَيَن بمسئوليات اجتماعية أخرى كمسئولية رعاية الوالدين أو أحدهما أو الإخوان أو الأبناء ، وأما الزوج يعيش مرتاحاً من مشكلات زوجته الأولى التي قد تخلقها له والتي قد تؤول إلى الطلاق وتشتت الأبناء . أما إذا كانت المرأة مطلقة أو أرمله ولديها أبناء فهي تتفرغ لهم وتعيش معهم بدون زوج أم يشاركهم في السكن فقد ينتج عن ذلك مشكلات ومضايقات وغيره بين الأبناء وخاصة الذكور منهم وبين زوج الأم ، كونه شخص غريب يسكن معهم ويشاركهم في حب أمهم وقضاء الأوقات معها ، فهم يريدونها لهم وحدهم دون شريك ، فإذا كان هذا الأمر يحصل مع أبيهم الحقيقي فكيف برجل غريب يدخل حياتهم ، وهذه ليست مجرد توقعات وإنما الواقع المعاش في الأسر غير الطبيعية يخبرنا بذلك وأقصد تلك الموجود بها زوج الأم أو زوجة الأب فكم سمعنا عن مشكلات داخل تلك الأسر من علاقات سلبية وسوء معاملة إما من زوجة الأب أو زوج الأم تجاه أبناء الزوج أو الزوجة وإما من قبل الأبناء تجاه زوجة أبيهم أو زوج أمهم وقد ينتج ذلك بسبب تحريض الأبناء من قبل الوالدين الحقيقيين تجاه زوج الأم أو زوجة الأب وأيضاً بسبب الاحتكاك المستمر بينهم ولذلك أعتقدت أن زواج المسيار سيكون مرضي لجميع الأطراف . وزواج المسيار مفيد للزوجة الأولى أيضاً فهي تستفيد من ناحية بقاء زوجها معها دون أن تشاركها زوجة أخرى أو ثلاثة زوجات في أيام المبيت فتكون جميع الأيام لها وحدها وهذا ما تخشاه أغلب الزوجات عندما يعدد الزوج أن يشاركها في زوجها زوجات أخريات ، وقد سمعنا أن زوجة عرضت على زوجها الذي طلب التعدد أن تعطيه شيكاً مفتوحاً ليسافر أينما شاء و ويمارس ما يشاء بالحرام والعياذ بالله وذلك كله من أجل أن لا يتزوج عليها !! استغرب من البعض الذي يصف المجتمع بأنه يمنع الدعارة المكشوفة ليسمح بالدعارة المقنعة ، كيف تكون تلك المقارنة الخاطئة وزواج المسيار زواج مكتمل الأركان وشروط النكاح . وقد أكد مؤخراً عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المنيع ، أن زواج "المسيار" يعدّ صحيحاً في حال توفرت فيه شروط وأركان وانتفاء موانع الزواج العادي ، رافضاً وجود أي علاقة للزواج المسيار بالجبن أو الخوف . وقال المنيع وفقاً ل"عكاظ"، إن زواج المسيار هو أن يأتي الزوج زوجته التي تزوجها عن طريق المسيار متى أرادها وعلى ما يتفقان عليه ، لافتاً إلى أنه لابد أن تكون فيه شروط معتبرة بينهما، ويجب أن تشتمل فيه جميع أركان وشروط النكاح كما يجب أن يترتب عليه ما يترتب على الزواج العادي. وأضاف أن الزواج المسيار هو زواج حقيقي ولا نفرق بينه وبين الزواج العادي سوى أن الزوجة تنازلت عن بعض حقوقها ولها الحق أن تتنازل عن بعض حقوقها أو تطالب بها كلها. ولفت إلى أن المرأة لها الحق في التنازل عن حقها في قسم أو نوم ليل أو نفقة أو غير ذلك، كما أن لها الحق في العودة إليه، مشدداً على أن أحكام الزواج كلها ثابتة في زواج المسيار فإن مات ورثته ولها الحق في مهرها وعليها عدة الوفاة، وأولادهما من هذا الزواج شرعيون. إن سلبيات هذا الزواج وإن طالت الزوجين إلا أنها في معظم الحالات تقع على كاهل الزوجة . ونسمع ونشاهد حالات كثيرة قلَّت فيها قيمة المرأة وكثر تلاعب الأزواج بقيمة الزواج وتحوله لما يشبه المتعة وإشباع الرغبة لا أكثر، دون وجود لمقاصد الزواج الشرعية من تأسيس أسرة وبيت. وبعد فإني أعتقد أن سلبيات هذا الزواج سوف تنتفي عندما يتفق الزوجان على شروط بينهما موثقة في عقد النكاح ترضي الطرفين ويلتزمان بها . *أخصائي أول اجتماعي