خالد الجاسر تفرَّدت الحضارة الإسلامية “بنظام البيعة” لتُصبح من أبرز جوانب الفعل السياسي الذي تُمارسه الأمة التي انطلقت في رؤيتها الإسلامية من مملكة الإنسانية منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، ضافيةً على نظام الحكم شرعيتها، بل وتسبق إنشاء الدولة في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كميثاق تأسيسي لمُجتمع إسلامي صحي عبر أداة إعلان التزامه بالمنهج والشريعة والشورى… تجلت صورها في أربع سنوات نُجدد فيها البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- شاخصةً لنا بصور معبرة ومشاهد مؤثرة تُجسد أعظم معاني المحبة والوفاء وتألُف القلوب حوله في لُحمة بين الراعي ورعيته، وفق أصول شرعية، وأُسس ومرتكزات راسخة، قواعدها الحزم والعزم ومقاصد عظيمة وثوابت راسية رسو “طويق”، نعيش آثارها الممتدة -بإذن الله- امتداداً تاريخياً لهذه الدولة المباركة. هي ذكرى عطرة في جميع دلالاتها بمظهر قوي، وترجمة صادقة لمُنجزات قائدنا ورَبان سفينتنا في هذه الفترة القصيرة، أسس خلالها -حفظه الله- دولة حديثة، جاعلاً محور اهتمامه المواطن، رافعاً مكانته بالداخل والخارج ولو على مسؤول أو أمير، لتأتي رعايته بمعادلة هي “أُس رئيس” لنماء وطن شاب مُنذ توليه المسؤولية وهو أميراً للرياض ضاخاً دماء شابة في شرايين أجهزة الدولة الإدارية والتنفيذية بجميع قطاعاته، لتبدأ عملية الاصلاح والتنمية في كل مرافق الدولة وبنيتها الاقتصادية بإحصاءات وبيانات تُجسدها لغة الأرقام على كل المستويات والأصْعِدَةِ، لنرى البلاد تُسابق الريح وتخوض الأهوال بقفزاتٍ عظيمةً نحو مستقبل مُزهر برؤية فألُها 2030م تنمُ عن ريادة ومثالية طموحة ترفع أرصدتها الدولية وسط محافل يُشهد لها. بدأت من المملكة لتنتهي بعالمية قمة ال 20 فمجلس التعاون الخليجي 39، لتؤكد أنها لم ولن تتخلى عن دورها القيادي في توجيه المنطقة نحو السلام، إذ حصلت المملكة على مراكز مُتقدمة بين دول العالم بسبب مواقفها المُتزنة والحكيمة تجاه مختلف القضايا الدولية التي ساهمت في معالجة الكثير منها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. إن بلادنا الغالية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- تنعم ولله الحمد بنهضة تنموية شاملة وتطور في شتى المجالات، وبما توفره بلادنا من أجواء أمنية واقتصادية وحياة كريمة للمواطن والمقيم على حد سواء كان للمرأة السعودية نصيبها في الكثير من التغييرات التي طالت حياتها، حتى وصف المؤرخون الفترة الحالية ب”العصر الذهبي” لها، إضافة لاختيار الأمير محمد بن سلمان وليًّا للعهد بما يَحْمِلُهُ من فكر شاب لا ينقطع عنان طموحه ليَضَعَ أيضًا بصمةً في عجلة النمو والتغييرات، ُمساهمًا في جعلِ العهدَ السعودي الأبرز والأكبر تأثيرًا في تاريخ البلاد بإنجازات متنوعة، منها: (تطبيق ضريبة القيمة المضافة ودمج عدد من الوزارات وإلغاء العديد من الهيئات والمجالس وتوسعة الحرمين الشريفين بتنفيذ 5 مشروعات وتعيين الفئة الشابة في مناصب مهمة بالمملكة؛ ورعايته لرؤية 2030. وإنشاء مشاريع عالمية واخرها اطلاق صاروخين سعوديان بأيدي سعودية (سات A5 و سات B5) تحت شعار “كما نملك أرضنا.. نملك فضائنا”، فخيرهُ كثير -لا حصر له- لأهله ووطنه، فنحمد الله تعالى أن سخر لنا حكومة رشيدة وهنيئاً لنا هذا القائد الفذ – حفظه الله – بعمله وإخلاصه اللذين لم ولن يتوقفا عن خدمة أبنائه المواطنين وحسب، بل ليكون قائداً للأمة وزعيماً عالمياً مُؤثراً في قرارات الشعوب بحكمته ودرايته وسط أشقائه من الدول الخليجية والعربية، وفي مُختلف المحافل الدولية.