عبدالله بن رابح الشريف يطيب لي مع بداية عام دراسي جديد أن أصافح زملائي المعلمين مصافحة محملة بالحب وصادق الدعاء وأن أوصيهم ونفسي بالأمانة التي بين أيدينا ابننا الحبيب الطالب وهو ابن هذا الثرى الطاهر والمدينة المقدسة الغالية على قلوبنا مكةالمكرمة سائلا الله أن يكون عام خير ونماء وتميز وعطاء. أتحدث مع أولئك الذين منحوا أنفسهم الحق المشاع في العمل الإبداعي ليصبحوا أول المبدعين ومع أولئك الذين يعملون من الصباح فما يستفيق الصباح الجديد إلا وهم الحلم والحقيقة، والفكرة والعمل ، أولئك الذين يرددون بأصواتهم أجمل أناشيد الفرح الممزوجة بعبق هذا الوطن الغالي والمعطاء، أولئك الذين يتسللون كضوء الفجر المشرق نحو الشرفات ويصلون إلى حيث الوصول. ونحن أبناء هذا الوطن والبلاد التي نسأل المولى أن يديم أمنها واستقرارها ويحفظ مقدساتها نسعى مشتركين دوما بأن نصل بها إلى معانقة النجوم مجدا وفخرا ، بعد أن هيأت لنا حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز كل السبل والتسهيلات التي تؤدي إلى ذلك ومنها ما تقدمه وزارتنا الموقرة وزارة التعليم من جهود وتطوير للعمل بشكل مستمر ودؤوب. وإيمانا منا بالرسالة العظيمة التي نقدمها وهي المشاركة في صناعة الأجيال لحياة أفضل وتماشيا مع التحول الوطني للمملكة العربية السعودية في رؤيتها 2030التي أولت الشباب والأجيال الناشئة ورعايتهم اهتماما كبيرا. لذلك نسعى من خلال الميدان التعليمي إلى المساهمة في بناء الوطن ، وترسيخ معاني الوطنية ، وإعداد جيل واع بواقع الحياة التي يعيشها حاملين على أعناقنا مسؤولية كبرى ومؤتمنين على أغلى ثروة تملكها الأمة ألا وهي الأجيال التي ننير عقولها ونبني نفوسها ونصلح شأنها ونحميها من الأفكار الدخيلة والهدامة . وكما خلد التاريخ في ذاكرتنا سير معلمينا الأوائل وحرصهم علينا وتقديمهم للمادة والخبرة في إمكانات متواضعة لا يمكن مقارنتها بما ننعم به اليوم من إمكانات مادية وبشرية. لذلك أصبح لزاما علينا أخي المعلم أن ننمي أنفسنا ونطور من ذواتنا لخدمة مهنتنا السامية وأبنائنا الطلاب ، فلابد من إعداد العدة من حيث التخطيط الجيد والاستعداد الأمثل والتصور الشامل لمهمتنا، ورسم خطوط مضيئة تطويرية تجعلنا معلمين مبتكرين مبدعين ومؤثرين بدلا من معلمين ملقنين متبعين بلا هوية و لا شخصية تعليمية ، وكل يوم يمر علينا يعتبر تقييما للأمس وتقويما وتخطيطا للغد ، فابدأ من الآن.