أدى جموع المصلين أول جمعة في العشر الفضيلة من ذي الحجة صلاة الجمعة في جنبات المسجد الحرام وسط منظومة متكاملة من الخدمات والترتيبات التي أعدتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لاستقبال ضيوف الرحمن القادمين لأداء فريضة الحج للعام 1439ه، وتوفير كافة الخدمات لهم كي يؤدوا عبادتهم ونسكهم بكل يسر وخشوع وذلك بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية المعنية، وقد شهدت أروقة وساحات المسجد الحرام تضافراً في الجهود لكافة الإدارات الخدمية والتوجيهية والفنية. وكثفت كافة الإدارات التوجيهية والخدمية والفنية جهودها لاستقبال قاصدي البيت العتيق من ضيوف الرحمن ومتابعة تدفق الحشود والتأكد من انسيابية الحركة والأمن والسلامة، والدخول من الأبواب المخصصة. وضمن حزمة الخدمات المقدمة تم توفير المصاحف بلغات متعددة لقراءة القرآن، وتجهيز برادات مياه زمزم المبردة، والتأكد من عمل مكبرات الصوت ومراوح التهوية والمكيفات، وتوزيع أجهزة الترجمة الفورية لخطب الجمعة الخاصة بمشروع خادم الحرمين الشريفين لترجمة الخطب بالمسجد الحرام. كما استفاد قاصدو بيت الله العتيق من الشاشات الإلكترونية المنتشرة حول المسجد الحرام وفي ساحاته ومداخله وما تبثه من عبارات توجيهية وإرشادية ومواعظ، وتهيئة المصلَّيات النسائية والتأكد من جاهزيتها وتوجيه المصلِّيات إليها. وقد أم المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ سعود الشريم وابتدأ فيها بالحمد لله الذي جعل مواسم الخيرات لعباده مربحا ومغنما وأوقات البركات والنفحات لهم إلى رحمته طريقا وسلما وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له معترفا بعبوديتي له معظما وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه بلغ رسالة ربه التي نزل إليه بها الروح الأمين من السماء، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ما لاح برق وما غيث هما وسلم تسليما كثيرا. وأضاف حجاج بيت الله الحرام: ها أنتم ترتقبون مشرئبين موسما من أعظم مواسم العام ونسكا من خير مناسك الدين، إنه حج بيت الله الحرام والوقوف بعرصاته والانكسار للرؤف الرحيم عشية عرفة والتلبية وذكر الله ورمي الجمار وذبح الهدي والطواف والسعي إنه لشعور غامر بالترقب لاستلهام روحانية العج والثج والتجرد من المخيط وتعظيم شعائر الله التي بها تخلية القلوب وتحليتها (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). وقال فضيلته حجاج بيت الله الحرام: لقد شرع الله الحج لعباده وأحاطه بكثير من المقاصد والمنافع التي لا عنى لأمة الإسلام عن تأملها وسبر أغوارها فما أمر الله إبراهيم الخليل عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج إلا لتبدأ غاية النداء وحكمه ومنافعه (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام). وبين إنها منافع الحج وحكمه، نعم المنافع التي ترفع شأن الأمة وتصقل أفئدتها إنها منافع أخروية وأخرى دنيوية ، وإن من أعظم تلكم المنافع الأخروية للحاج ما يوثق صلتهم بالله خالقهم دون شائبة تشوبها ليتمحض لديهم توحيد الله الخالص دون قادح أو شارخ؛ حيث يتجلى ذلكم في التلبية الخالصة من شوائب الشرك والأنداد بإثبات الربوبية والألوهية له وحده دون سواه لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك فالحج ميدان رحب لاستلهام معنى العبودية وتجريد التوحيد للواحد سبحانه(ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به).