يوم جديد من أيام خيمة تعاكظ الثقافة والفنون والأدب ، يوم مختلف ومميز ببرامجه وفعالياته العديدة بدأ بعد صلاة العصر بإشراف الهيئة العامة للثقافة وتعاون جمعية الثقافة والفنون بالطائف ، يوم انتشى عطرا فاح عبيره في كل مكان بمقدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وزيارة الدكتور عمر السيف رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون والاستاذ هشام الوابل مدير عام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون .حيث استمتع الزوار بما يقدمه نجوم تعاكظ بين مبدع يسطر حرفا وذاك يبدع بريشة وتلك توطد ثقافة ، كل هذا و أكثر على أرض خيمة تعاكظ حيث يتواجد المعرض الفوتوغرافي ومعرض الفنون التشكيلية الذي يقيم ورش يومية للفنان خالد بخيت والفنان صادق غالب والفنان رائد الأحمري و الحديقة التشكيلية من خلال الرسم المباشر حيث تقام ورش يومية بتواجد الفنان إبراهيم الشهري والفنان إبراهيم الحارثي والفنان عبداللطيف المالكي والفنانة زينب الثبيتي والفنانة حصة السبيعي والفنانة أمجاد النفيعي وركن تبادل الكتب وركن الخط العربي الذي يقيم ورش يومية بمشاركة الخطاط ماجد الشنقيطي والخطاط سامي القثامي ، وتستمر الفعاليات بعروض شعبية للجالية اليمنية متمثلة بفرقة دوعن التي قدمت جملة من الألوان الشعبية اليمنية ، لتبدأ بعد ذلك مسابقة بليغ عكاظ في جولتها الثالثة بمشاركة المتسابقين : أيمن القرشي و أسامة معيني وعبدالعزيز العمار و إيمان بدوي حيث تم تكريمهم بعد نهاية الجولة المسابقة التي يقوم بتحكيمها الدكتور طلال الثقفي والدكتور عمر الحارثي ، ثم استمتع الحضور ببعض الأغاني الوطنية قدمها الفنان سعد العاطف واغنية على لون المجرور الطائفي ابدع العاطف في ادائها، لتتواصل الفعاليات بأمسية شعرية مميزة لشاعر الورد إبراهيم مدخلي و الشاعر دخيل الله الحارثي حيث أدار الأمسية وبكل اقتدار وبراعه الاستاذ خلف الثبيتي ، حيث انطلق الشاعر دخيل الله الحارثي بابيات من قصيدة مرافعات ميت؛ كفى .. امنحي ثورة الإفصاح فرصتها لتنطوي في ثنايا بيتها الخرب وبعدها قِدّري كم أنت غاضبة وكم مضى من قبيل النقش في العصب ولتغفري الذنب إن الذنب لي وطٌن مذ كنت بين النوايا قلب مغترب وأوعديني إذا ما صار منقلٌب إليِك يوما ، تجيبيني إلى طلبي ومن قصيدة (سديم) نامي عيناك زوارق دف ٍء في بحٍر يسكنه برد عظامي . هذا النور المشدوه بعينيِك صهيل من غير لجام نامي يا سيدتي وخذي اشلائي غطي كتفيك بها وافترشي أحلامي ومن قصيدة (دون كيشوت الحب): ما أنت إلا يعربي الحب يثكله الندى ويمدُّ فيه مارد الصحرا ِء شيطانا غبار ّي الهوى فيرى الظباء وليس ثمة من ظباء ومن قصيدة (أوجاع مدينة ظامئة)؛ منذ كم شرب الحلم أحداقها، ونما فوق أجفانها الِفْطر ، واكتنف العشب إِطراقها ، وتمرغ في رملها مِلك المو ِت يقرأ والميتون حداة ! قد بكى في الجنوب"غلْيٌل" وأنجع في "الثغر" سهم الرماة ولم يكمالشاعر ابراهيم ليقل عن نظيره ابداع فانطلق شاعر الورد ليعانق سوق عكاظ بنص كتب خصيصاً له عكاظُ عطرٌ للحقيقةِ حافظ مذْ قيلَ فيهِ تناشدوا وتعاكظوا عطرٌ بحجم مشاعرِ العشَّاقِ من شفتيهِ تسقي الياسمينَ مواعِظُ منهُ السماءُ تقمّصتْ ألوانَها وأعاد ألفاظَ القداسةِ لافِظُ عطرٌ ويسهرُ لا ينامُ وصوتُه في كلِّ حرفٍ بالحداثَةِ واعظُ يا موكبَ التجديدَ دونَ تساقطٍ هاتوا الجديد إلى القديم وحافظوا ليست حداثتنا كلاما أصفرا ليلامَ بشَّارٌ ويشتَمَ جاحِظُ ليذكر وطنه بنظرة الشاعر المحب لا تخذلوا وطناً من أجل عِزّتِهِ يخوض كلَ الجهاتِ العشر معتركا تذكروا أنه كالحب يجمعنا وأننا في الذي ينتابُهُ شُركا ليلهب الحماس بابيات منها على شُرَفِ الأحزان روح ٌمُعَذَّبَه جراحٌ بها ثارت وأخرى مُؤدَبَه تشتت عنها الصبرحتى كأنها براءةُ طفلٍ شائكُ اليُتْمِ ألْهَبَه ليختتم البوح اعتزازاً بالنفس أنا مَدْخَلِيٌّ إنْ بَدَا الشِّعْرُ شاعِرٌ وإنْ دَقَّ طَبْلُ الحَرْبِ قَرْمٌ وفارِسُ وما نَكَّسَ الأبطالُ في الحَرْبِ رايتي وفي الحُبِّ أَلْقَتْها العُيونُ النَّواعِسُ رَصَاصُ العُيونِ السُّودِ للْقَلْبِ نافِذٌ إذا عَنْ رصاصِ الحَرْبِ حَالَتْ مَتَارِسُ! لتختتم الامسية ببراعة مديرها الاستاذ خلف الثبيتي وحسن ادارته للحوار وفي ختام الفعاليات كرم سعادة الدكتور عمر السيف المشاركين وتم تكريم الشعراء المشاركين ومتسابقي الجولة الثالثة من مسابقة بليغ عكاظ