أعلنت شركة كوالكوم رفض مجلس إدارتها اليوم الأثنين بالإجماع عرضاً غير مرغوب فيه للاستحواذ عليها قدمته شركة Broadcom بقيمة 105 مليار دولار أمريكي، وتعتبر شركة كوالكوم أكبر شركة لتصنيع الرقائق والمعالجات للهواتف المحمولة في العالم، في حيث تعمل شركة Broadcom في مجال صناعة الرقائق الإلكترونية المخصصة لقطاع الاتصالات ابتداءً من المودمات الكبلية إلى أجهزة فك التشفير ومسجلات الفيديو الرقمية. وقال بول جاكوبس رئيس مجلس إدارة شركة كوالكوم في بيان "العرض الذي قدمته شركة Broadcom يستخف ويبخس بشكل كبير القيمة والمكانة الريادية التي تتمتع بها شركة كوالكوم اليوم فيما يتعلق بتكنولوجيا الهاتف المحمول وآفاق النمو المستقبلية لدينا"، وأضاف رئيس مجلس إدارة الشركة "كوالكوم أيضا أن الصفقة سوف تأتي مع ظل وجود عدم يقين تنظيمي كبير". وقال هوك تان الرئيس التنفيذي لشركة Broadcom حول موقف الشركة من رفض العرض "إن Broadcom لا تزال ملتزمة تماماً لمتابعة صفقة استحواذها على كوالكوم، ونحن لا نزال نعتقد أن عرضنا يمثل البديل الأكثر جاذبية ويعمل على تعزيز القيمة المتاحة للمساهمين في كوالكوم، ونحن نشجع ردود الفعل الصادرة منهم حيث أعرب الكثيرون منهم لنا عن رغبتهم في أن تجتمع كوالكوم معنا لمناقشة اقتراحنا". وكانت صفقة الاستحواذ تعد الأكبر في تاريخ صناعة التكنولوجيا، بحيث تجمع عملية الاستحواذ بين اكبر شركتين لصناعة الرقائق الإلكترونية المستخدمة في الاتصالات اللاسلكية على الأجهزة المحمولة، مما يرفع من حصص شركة إنتل التي عملت على تنويع مجالات عملها لتدخل إلى مجال الهواتف الذكية بعد الهيمنة على قطاع الحواسيب الشخصية. يذكر أن العرض يأتي في وقت تخطط فيه شركة Broadcom لنقل مقرها الرئيسي من سنغافورة إلى الولاياتالمتحدة، وكانت صفقة الاستحواذ تعد الخطوة الأكثر طموحاً من قبل الرئيس التنفيذي للشركة هوك تان الذي حول شركة صغيرة لصناعة الرقائق الإلكترونية، منذ أن تولى منصب الرئاسة قبل عقد من الزمان، إلى شركة عملاقة بقيمة 100 مليار دولار أمريكي بسلسلة من الصفقات. ويأتي العرض في وقت تحاول فيه كوالكوم إتمام صفقة استحواذ بقيمة 38 مليار دولار أمريكي على شركة صناعة أشباه الموصلات NXP، التي تعد واحدة من أكبر صناع الرقائق الإلكترونية للمركبات والتوسع في تقنية القيادة الذاتية. يشار إلى أن كوالكوم تورد ما يسمى برقائق المودم لصانعي الهواتف مثل آبل وسامسونج وإل جي، التي تساعد الهواتف على الاتصال بشبكات الاتصال اللاسلكية، في حين تعد شركة Broadcom مورداً رئيسياً لرقائق الشبكات اللاسلكية واي فاي للكثير من الشركات ذاتها.