أنجزت جدة حزنها بإتقان شديد، وهي تلبس البلل للناس وللمسؤولين.. مشهد يشبه الشعر في بحته، وجوعه، وانفجاره.. لذا أقدم الشعراء على هذا الغزل الباكي.. ثلاث آهات يقول وديع الأحمدي: تضحكين وْيصير الحبْ لحاف وْمخده تزعلين وْينام البرد تحت الجذوع تولهين وْسماك تْهلّ عشق وْموده تسهرين وْيغنّي ليل / ترقص فروع تطلبين وْبحرك يفيض جزره ومدّه كل لوله ومرجانه لصدرك يجوع كل عاشق فحضنك كم بكى وباح سده ذكرياتك أماني.. وصل.. فرق.. ولوع كم تغنّت نوارس شاطئك واسترده للحنين اغنياتك لين فضفض دموع آه يا اطهر ورود الكون يا عطر خده يا دفا ليلة مْفارق جفاه الهجوع يا عروس أُرملت والعيد وجهه يلده صار صدرك مقابر صار وجهك يروع مكيجوك بزبد موت وزراقه يحدّه واختلط مع جمالك كل معنى جزوع زفّك الموت وطْبول أوليائك تمده صفقوا بالأيادي.. للجثث.. في خضوع عطّشوك وسقوك الدم وارووك شِده وأطعموك الأوادم وأرغموك القنوع أغرقوك فْ شبر مويه! ومن مدّ يده؟ ما تشبّث بيدّك غير مرّ الوقوع كّفنوك بْعذر مكسوف وجهه وصدّه حتّى صوته كتمه الحزن وارخى خشوع آه يا فقر يسكن في غناك وْيوده ما تفرق سكاكين القهر كل نوع تزعلين وْينام الفرْح والبرْد هدّه تضحكين ويعريّك المطر لالضلوع تولهين وسماك تْهل ضيقه وحدّه تسهرين وْيونّ الليل.. تبكي الشموع تطلبين وْيجيك الموت محدٍ يسدّه كل همّه وأحزانه بصدرك تلوع كل عام وعزاك بخير يا حُسن جدة وأحسن الله سعادة عيد عاف الرجوع في حين كتبت الشاعرة نسرين بنت محمد: اصبري يا جدة يا رب آخر احزانك اصبري ورجال دارك مو مخلينك الدموع امطار تجري بعين سكانك والجروح سيول في خاطر محبينك الملك عبدالله متضايق على شانك ماسكت يا جدة وانت شايفهْ بعينك الله يرحم بس من ماتوا بأحضانك به نعزي وكل الدنيا معزينك كما كتب هاني الفرحان: يضيق الصمت من فضل الكلام و يرمي ظلاله يفز الصبح من موت المدينة و النهار قصير لو أني ما لحقت النور كيف أكتبه والجاله لو أنه ما وجعني شي كيف اقول انا في خير غريبة حالة الشاعر و هم قالوا الشعر حالة عروس الحزن عند العيد طفلة خانها التعبير خذاها الغيم من يدها و جت تضحك على فاله كسرها بالمطر لما بكاها في عيون الغير تبلل صدرها بالموت وهي ما جت على باله بكت تحت المطر وامست تدور للبلل تفسير عروس الحزن يا جدة يابحر الشعر و رماله عزاك إنك من الما لو غدرك الغيم تبقي غير يضيق الصمت من فضل الكلام و يرمي ظلاله مثل ما يرمي احزانك على صدر الضعوف...!! وبهذا يسرد الشعر موقفه بثبات، وحزن لذيذ ، يشبه تمام جدة في عرس احتضارها..!