شدد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور الشيخ سليمان بن عبدالله أبا الخيل، على وجوب زوال التطرّف والغلو، مؤكدًا أن السعودية كانت قبل 30 عامًا أو أكثر تعيش في انفتاح واعتدال ووسطية. وقال "أبا الخيل" في برنامج "فتاوى" على القناة السعودية الأولى أمس تعليقًا على إعلان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عن تعهده بالقضاء على جميع مظاهر التطرف, بأن شباب السعودية لن يضيعوا 30 سنة أخرى في التعامل مع الأفكار المتطرفة، وأنه سيتم القضاء على هذه الأفكار الآن وفورًا: "المملكة العربية السعودية كانت قبل 30 عامًا أو أكثر تعيش في انفتاح ورؤى وسطية معتدلة ومبادئ السماحة واليسر ورفع الحرج، حتى دخلت الدواخل وشغل الناس ببعض المشاغل من مثل التطرّف والغلو؛ مما يجعل الإنسان ينظر نظرة تقديرية فاحصة بأن هذا التطرّف والانحراف والغُلو لا مكان له بيننا". وأضاف: "يجب أن يزول تمامًا، وأن نعود لحياض ديننا ومبادئه التي قامت عليه بلادنا منذ أكثر من 100 عام، وهي تغرف من زلاله وتنهل من معينه الصافي، وبالتالي كانت على مسيرة حسنة وعلى طريقة مستقيمة ومنهج قويم بعيدًا عن الغلو والجفاء والإفراط والتفريط والإرهاب والتطرف بكل أدواته وأشكاله وأحزابه وجماعاته واتجاهاته وتنظيماته". وأردف "أبا الخيل": "لذلك جاءت تلك المقولة القوية الحاسمة الحازمة القاطعة على طريق كل مشكك من سمو ولي العهد بأنه لا مكان للتطرّف بيننا ولن نضيع 30 عامًا أخرى من أجل معالجة هذا الفكر أو ذاك المنهج، وأننا سنقضي على هذا التطرّف اليوم وفورًا". وتابع: "ولا شك أن سمو ولي العهد عند كلامه وهو دائمًا يفعل ما يقول ويحقق على أرض الواقع ما يمكن من خلاله كل المعطيات والجوانب والأهداف السامية والغايات النبيلة التي يسعى لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله". وشدد "أبا الخيل" في هذا الصدد على أهمية الوقوف صفًا واحدًا متراصًا مع ولاة أمرنا، ونكون صخرة تتفتت عليها دعاوى المدعين وتطرف المتطرفين وإرهاب المرهبين ومزايدة المزايدين وإرجاف المرجفين، وما يحوكه ويلوكه مرضى القلوب مما يحاولون من خلاله دس السم في العسل وتحسين القبيح وتقبيح الحسن والعمل على خلخلة أمننا وطمأنينتنا واستقرارنا". ودعا الأسر لتوجيه وتربية أبنائها بالتكامل مع جهود المسجد والمدرسة والجامعة إلى تعزيز قيم الوسطية والاعتدال والتعايش والتسامح للتفاعل مع خطط ومشروعات الدولة الإستراتيجية. وكان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، خلال جلسة نقاشية على هامش #مبادرة_مستقبل_الاستثمار في الرياض، قال إن مشروع الصحوة انتشر في المنطقة بعد العام 1979 لأسباب كثيرة، "فلم نكن بهذا الشكل في السابق، نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام المنفتح على جميع الأديان والتقاليد والشعوب". وتابع: "70 % من الشعب السعودي تحت سن ال30، وبصراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم؛ لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم ونساهم في تنمية وطننا والعالم".