اغتال مسلحون مجهولون إحدى القيادات الأمنية الحوثية البارزة في مدينة معبر بمحافظة ذمار جنوب العاصمة صنعاء، في ظل استمرار توتر العلاقات بين طرفي انقلاب ميليشيا الحوثي وصالح في المناطق الخاضعة لسيطرتهم رغم مساعي التهدئة. ونعت قيادات حوثية، مقتل ما سمّته، مسؤول الأمن الوقائي في محافظة ذمار عبدالرزاق عبدالله مرغم والمكنى أبو عاهد، وهو من القيادات البارزة في ميليشيات الحوثي. وأكد الحوثيون أن عبدالرزاق مرغم، قتل برصاص مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية في مدينة معبر بذمار، وفارق الحياة على الفور بعد تلقيه عدة رصاصات مباشرة في الرأس. إتهام الشركاء واتهمت القيادات الحوثية من سمّتها أيادي الغدر والخيانة والفتنة، في تلميحات إلى شركائهم بالانقلاب من حزب المخلوع صالح. وتعد هذه ثالث عملية اغتيال لقيادات حوثية خلال العام الجاري في محافظة ذمار، إضافة إلى اغتيالات أخرى لقياديين في تحالف الانقلاب شهدها عدد من المناطق الخاضعة لسيطرتهم مع تصاعد الصراع والخلافات بين الطرفين اللذين يعتمدان على التصفيات الجسدية واغتيال القيادات في مشروعيهما المتباينين. إقصاء وتهميش وفي سياق تصاعد حدة الخلاف، وصف ما يسمى المكتب السياسي لميليشيات الحوثي، موقف حزب المخلوع صالح في الاجتماع الاستثنائي للجنته العامة، تجاههم ب«المتشنج»، نافيا شن حملات عسكرية وسياسية وإعلامية ضد شريكهم الأساسي في الانقلاب، واعتبرها «ادعاءات». وكرر بيان صادر عن المكتب السياسي للحوثيين، أمس الأول تأكيدهم أن إصلاح «القضاء والأجهزة الرقابية حاجة ملحة، وواجب وطني مقدس»، لا يستهدف منه مكون بعينه، في إشارة إلى اعتراض حزب صالح على إقصاء أنصاره في التعيينات الصادرة مؤخرا من الحوثيين. واتهم الحوثيون في بيانهم، حزب صالح، بتعطيل وعرقلة القضايا الهامة فيما يسمى «المجلس السياسي الأعلى»، المشكل مناصفة بين حليفي الانقلاب. ولمح إلى مخالفات ارتكبها (المؤتمر) تحت غطاء الشراكة والتدخل في عمل المجلس السياسي والحكومة (الانقلابية غير المعترف بها). واعتبر الحوثيون، المطالبة بمرتبات موظفي الدولة التي ينهبونها منذ عام، «مزايدة ومخاتلة»، مستنكرين تقمص «البعض» (حزب صالح)، دور المعارضة في مرحلة لا تحتمل المزايدة تحت عناوين مختلفة مثل المرتبات، وفق تعبير البيان. تجنيد الأطفال كشف وزير حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية، محمد عسكر في كلمة ألقاها امس في الدورة ال 36 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن ميليشيا الحوثي وصالح أقدمت على تجنيد حوالي 20 ألف طفل، وزراعة ما يزيد على 200 ألف لغم أرضى. حسبما نشرت وكالة الأنباء الحكومية اليمنية «سبأ». وقال: «ذلك يعتبر انتهاكا صريحا لحقوق الطفل ولاتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد المنضمة إليها اليمن». وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي بدعم بلاده لنزع تلك الألغام والتخلص منها، محملا الجهات الانقلابية التي تسببت بمأساة اليمن المسؤولية الكاملة عن القتل والدمار، مشددا على تقديمها للعدالة ومحاسبتها على جرائمها. وتابع عسكر: «انقلاب ميليشيا الحوثي وصالح، على الشرعية تسبب في كارثة حقيقية في اليمن على كل الأصعدة». وأكد على الحاجة الملحّة لموقف دولي ضاغط وموحد من أجل القضاء على الانقلاب في اليمن، وإيجاد الحلول واستعادة الدولة. خسائر الانقلابيين أعلنت قوات الجيش اليمني، امس الأربعاء، عن وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف ميليشيات الحوثي وصالح بمحافظة الجوف، المحاذية للحدود السعودية، شمالي البلاد. وذكر موقع (26 سبتمبر) الناطق باسم الجيش اليمني أن «اشتباكات عنيفة دارت مساء الثلاثاء، بين قوات الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية في جبهة الخنجر بمحافظة الجوف، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصر الميليشيات». وأضاف: ان «المواجهات أسفرت عن خسائر مادية كبيرة في صفوف الحوثيين وقوات صالح». انتصارات الشرعية وتشهد جبهات محافظة الجوف الممتدة على أكثر من 200 كيلو متر مواجهات مستمرة بين قوات الجيش الوطني والحوثيين، فيما تجري الاستعدادات في أوساط الجيش الوطني لتحرير ما تبقى من المديريات الخاضعة لسيطرة الميليشيا. على صعيد آخر، أعلنت الحكومة اليمنية، تشكيل لجنة أمنية وعسكرية في إقليم حضرموت شرق البلاد، لمواجهة مخاطر تنظيم القاعدة والخلايا الإرهابية، في القرى والمديريات التي تنشط فيها واتخاذ خطوات عملية ضدها.