تترقب روسيا مطلع الأسبوع المقبل، زيارة تاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن المقرر أن تعزز مستوى التنسيق بين الرياضوموسكو حول ملفات المنطقة، كما ستشهد الزيارة توقيع اتفاقات تعاون بين البلدين، وسيبحث خادم الحرمين خلال الزيارة المستجدات في العالم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وسلطت وسائل الإعلام الروسية الضوء مبكراً على الزيارة التاريخية والأولى لخادم الحرمين لموسكو منذ تسلمه مقاليد الحكم في المملكة، وتوقعت الأوساط الروسية أن الزيارة ستدفع بالعلاقات الثنائية إلى مجالات أرحب، وستؤكد على التعاون المشترك بين البلدين. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، هذا الأسبوع أن «موسكو ترحب بجهود الرياض الرامية إلى توحيد المعارضة السورية قبل انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات الخاصة بتسوية الأزمة في سورية». وقال لافروف، في كلمة ألقاها يوم الاثنين في مراسم استقبال بموسكو عقد بمناسبة العام الهجري الجديد: «إننا نرحب بالجهود التي تبذلها السعودية قبيل استئناف عملية جنيف لتوحيد المعارضة (السورية) على أسس بنّاءة». وحول الأزمة العربية مع قطر، قال: «إن روسيا تدعو لتعزيز الثقة بين دول المنطقة، وتدعم جهود الوساطة، التي تبذلها الكويت لتسوية التوتر الحالي»، مشدداً على أن بلاده «تقوم على نحو ممنهج بدفع مبادرة تعزيز الثقة المتبادلة والأمن في منطقة الخليج قدماً، وهو الأمر الذي زادت حيويته في الآونة الأخيرة». وأضاف أنه في «مصلحة الاستقرار في المنطقة تدعم روسيا جهود الكويت الرامية إلى إحياء وحدة مجلس التعاون لدول الخليج». إلى ذلك، قالت مصادر في قطاع الطاقة ليل أول من أمس، إنه من المتوقع أن توقع السعودية عدداً من مذكرات التفاهم مع شركات روسية أثناء زيارة رسمية للعاهل السعودي الملك سلمان إلى موسكو الأسبوع المقبل. وقال مصدر لوكالة «رويترز» إن شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) ستوقعان مذكرة تفاهم مع سيبور أكبر شركة روسية للبتروكيماويات لبحث فرص بناء مصانع بتروكيماوية في البلدين. وسيكون الاتفاق أحد بضعة اتفاقات من المنتظر توقيعها أثناء زيارة الملك سلمان، والتي ستكون الأولى له إلى موسكو منذ أن تسلم مقاليد الحكم في 2015. وعملت السعودية وروسيا، أكبر منتجين للنفط في العالم، معاً بشكل وثيق على مدى العام المنقضي للتوصل إلى اتفاق بين «أوبك» ومنتجي النفط غير الأعضاء في المنظمة لخفض الإنتاج العالمي ودعم الأسعار. ومن المتوقع أن يتم توقيع اتفاقات أخرى، من بينها مذكرة تفاهم بين «أرامكو السعودية» و«نوفاتك» أكبر شركة منتجة للغاز غير مملوكة للدولة في روسيا لبحث فرص استثمارية في قطاع الغاز. وقال رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي السيادي كيريل ديميترييف، إن الصندوق في المرحلة الأخيرة من مفاوضات مع شركاء سعوديين بشأن مشاريع روسية كبيرة في المملكة من دون أن يذكر التفاصيل. لكنه أضاف أن الصندوق وشركاءه السعوديين سيعلنون عن إنشاء منصة استثمارية جديدة في قطاع الطاقة، وكذلك استثمارات في الصناعة والبنية التحتية. وقال أحد المصادر إن هناك اهتماماً بقطاع الطاقة المتجددة في السعودية، إذ تتطلع المملكة إلى استثمارات تصل إلى 50 بليون دولار للمساعدة في إنتاج 10 في المئة من الكهرباء التي تحتاجها من مصادر متجددة. وتتطلع السعودية أيضاً إلى الطاقة النووية لتلبية طلب محلي متزايد على الطاقة حتى يتسنى لها تصدير المزيد من نفطها الخام أو تحويله إلى بتروكيماويات بدلاً من استخدامه في توليد الكهرباء. ووقعت السعودية اتفاقاً أولياً لتعاون نووي مع روسيا في 2015. وأعلنت المملكة في الآونة الأخيرة عن خطط لبناء أول مفاعلاتها النووية بقدرة 2.8 غيغاواط. وقال ديميترييف إن هناك نتائج مهمة تحققت في مجال التعاون الاستثماري بموجب إطار عمل مشترك قيمته 10 بلايين دولار، أسسه صندوق الاستثمار المباشر الروسي وصندوق الاستثمارات العامة السعودي. وكان أبلغ «رويترز» في حزيران (يونيو) أن صندوق الاستثمار المباشر الروسي اتفق على شراء حصة في شركة أوراسيا دريلينج لخدمات النفط الروسية، وأن الصندوق سيرحب أيضاً باستثمار سعودي في الشركة. وقال إن المستثمرين السعوديين يشاركون بالفعل في عدد من المشاريع ذات ربحية مرتفعة في روسيا، في قطاعات من بينها البتروكيماويات والبنية التحتية والخدمات اللوجستية وتوليد الكهرباء من مصادر مائية.