بفعالية متميّزة أجاب نادي مكة الثقافي الأدبي ، مساء الاثنين 21/6/1438ه، عن سؤال ملتقى إمارة منطقة مكةالمكرمة : كيف نكون قدوة؟ جاءت هذه الفعالية من خلال ندوة نظّمها النادي ، تحت عنوان : ( القدوة بين التنظير والتطبيق ) ، شارك فيها : معالي الدكتور ناصر بن عبدالله الصالح . معالي الدكتور محمد بن علي العقلا. وأدارها الأستاذ سليمان بن عواض الزايدي . كلمة الرئيس : وقد رحّب الدكتور حامد بن صالح الربيعي ، رئيس مجلس إدارة النادي في بداية اللقاء بالحاضرين ، مشيراً إلى أن هذه الندوة من أبرز الفعاليات التي ينظّمها نادي مكة ، ويشارك بها في مشروع (كيف نكون قدوة.؟) هذا المشروع السؤال الذي أطلقه مستشار خادم الحرمين الشريفين ، أمير منطقة مكةالمكرمة ، الأمير خالد الفيصل ، ليكون الأساس الذي يدور حوله ملتقى مكة الثقافي لهذا العام .. وأشار الدكتور الربيعي إلى أن نادي مكة الثقافي كسب الرّهان باستضافته ثلاث قامات فكرية ووطنية ، يمثلون قدوات صالحات في منجزاتهم ، وفي أخلاقياتهم للحديث عن القدوة والتعريف بها ، والتنويه بأهميتها .. الندوة: بعدها بدأت الندوة بمقدمة لمديرها الأستاذ سليمان الزايدي ، أوضح فيها أن شعار ملتقى مكة الثقافي (كيف نكون قدوة؟) هو من نحت المبدع المثقف الأمير خالد الفيصل ، وهو استفهام تقريري ، وفي موروثنا الإسلامي والثقافي ما يجعلنا قدوة ، فنحن الموعودون بالخير ، ونحن أمة الخير .. ونوّه الأستاذ الزايدي باختيار نادي مكة الثقافي لرمزين من القيادات الوطنية المتميزة للحديث عن القدوة ، فهما جديران بمثل هذا الدور ، وفي مسيرتهما العلمية والعملية ما يؤكد ذلك . تعريف وآثار : وتناولت مشاركة معالي الدكتور ناصر الصالح في الندوة محورين ، حيث تحدث في الأول عن أنواع القدوة ومصادرها ودوافعها .. في حين تحدث في الثاني عن آثار القدوة على الفرد والمجتمع . وفي حديثه عن الأنواع أشار إلى القدوة الصالحة ، والقدوة السيئة ، والقدوة المطلقة ، والقدوة المقيّدة ، والقدوة النسبية .. وبعضها متداخل وبعضها مقنن.. وأشار إلى مصادر القدوة في مجتمعنا الإسلامي الذي يتقدمها القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة ، وأقوال وآثار السلف الصالح .. وأوضح أن القدوة تبدأ من الأبوين في البيت ، وهي موجودة في المدرسة ، وفي المسجد ، وفي وسائل الإعلام ، وفي الصحبة وغيرها .. وذكر أن هناك دراسات في هذا الموضوع ، فيها مؤشرات خطيرة عن أثر التطور وخاصة في وسائل الإعلام ، على وجود القدوة الصالحة ، مع تراجع دور الأسرة .. ودعا الدكتور ناصر الصالح في نهاية الندوة إلى تعميم شعار ملتقى مكة الثقافي الذي طرحه الأمير خالد الفيصل على بقية مناطق المملكة ، والاهتمام بتقديم القدوة الصالحة من خلال وسائل الإعلام ، والحرص على أن يكون المدرسون والإداريون قدوات إيجابية ، وتبني برامج التطوع وتعميم فكرة مراكز الأحياء . متطلبات القدوة : وغلب على مشاركة معالي الدكتور محمد العقلا الحديث عن القدوة في الجانب الوظيفي ، حيث يجب على المدراء الانضباط واحترام العمل ، وإدارة الوقت ، والشجاعة ، والقدرة على اتخاذ القرار ، والتعامل الإنساني مع المرؤوسين ، والتوازن بين السلطة والمسؤولية ، واحترام أمانة الوظيفة التي يشغلها المدير ، ومنح العاملين الأمان الوظيفي ، وعدم أخذ المرؤوسين بوشايات الحاقدين ، وتجنب الظن السيء والتجسس ، ومراعاة فوارق القدرات والاهتمامات .. مؤكداً على ضرورة وضع معايير وضوابط للعمل بعيداً عن العشوائية .. كما أكد الدكتور العقلا من جانب آخر على دور الأسرة والوالدين في تربية الأبناء ، وأن يكونوا لهم قدوة طيّبة ، تستمد مبادئها وقيمها من الدين الإسلامي الحنيف . التعقيبات : وقد شهدت هذه الندوة العديد من التعقيبات ، أشادت جميعها بشعار (كيف نكون قدوة؟) الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل من خلال (ملتقى مكة الثقافي) .. حيث وصفت الدكتور مشاعل العتيبي هذا التوجه الذي يجسد شعار خالد الفيصل بمشروع بحث حقيقي لسد الفجوة بين كنز قيمنا وسلوكياتنا في الواقع ، من خلال التوافق بين قيمنا ومبادئنا الإسلامية وحياتنا العملية .. وأثنت على اختيار فرسان هذه الندوة لأن كلاً من الدكتور ناصر الصالح والدكتور محمد العقلا كانا قدوة في سيرتهما الوظيفية والحياتية مبدأً وعملاً.. كذلك أكدت الدكتور مريم الصبان على أن الدكتور الصالح والدكتور العقلا من النماذج المثالية التي يقتدى بها .. ونوهت الأستاذة وفاء جعفر عبدالوهاب بهذه الندوة وبهذا المشروع الوطني الهادف ، وما فيه من ضرورة نشر الحب ، ومقاومة الكراهية .. وكانت الأستاذة فاتن حسين قد بدأت في تقديم الندوة بالثناء على مشروع كيف نكون قدوة ، الذي يأتي ضمن استراتيجية الأمير خالد الفيصل في بناء الإنسان وتنمية المكان .. وأثار عدد من المعقبين العديد من القضايا التي تتعلق بموضوع (القدوة بين التنظير والتطبيق) حيث أكد الدكتور فريد الغامدي على ضرورة صناعة القدوة الصالحة حتى لا يكون أبناؤنا فريسة للقدوات التي تصنعها القنوات الفضائية .. كذلك تساءل الأستاذ عبدالله حسنين عن كيفية صناعة قدوات صالحة في تعليمنا العام .. في حين دعا الدكتور عبدالله الزهراني ، والدكتور متعب الغامدي ، إلى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ، بإعادة طرح سيرته المباركة لتكون للأبناء نبراساً وقدوة .. في حين دعا اللواء عبدالله المالكي واللواء عبدالله بن صالح إلى أن نبدأ بأنفسنا ونكون قدوات صالحة لأبنائنا في كل مجالات الحياة