عبدالله الاحمري هو شاب في ربيع عمره ال 20، يدرس في المستوى الثاني في جامعة الملك عبدالعزيز، بكلية الاداب، وحيد والديه بعد وفاة شقيقة الاصغر منذ أعوام، من ام تعمل ربة منزل واب متقاعد كان يعمل ضابطا في وزارة الداخلية. قصته حكاية تستحق ان تروى، فقد صنعت منه شابا مميزا استطاع قبل ايام ان يكرم في جامعته التي تضم 90 الف طالبا وطالبه كطالب قدوة ضمن مشاركة الجامعة في مشروع مكة الثقافي الذي تبنته امارة منطقة مكةالمكرمة تحت شعار "كيف نكون قدوة". الاحمري اعتاد يوميا بعد ان ينتهي من محاضراته بحسب قوله " ان يقف في دوار داخل الجامعة ويتولى تنظيم حركة السير وارشاد قائدي السيارات دون ان يستهدف كاميرا تقوم بتصويره او مسئول يقوم بتكريمه" مؤكد "ان ذلك كان عمل يقوم به لوجه الله، وللمساهمة بشكل ديني وحضاري للتسهيل على العابرين خاصة في ظل وجود زحام شديد في ذلك الوقت وفي تلك البقعة". لكن عدسة احد المارين ابت الا ان تتوقف عند هذا العمل النبيل، وتوثق مايقوم به الاحمري بمقطع فيديو تداوله الطلاب والاساتذة في وسائل التواصل الاجتماعي ثم انتقل الى خارج اسوار الجامعة، الامر الذي استدعى قيادات رفيعة في الجامعة الى البحث عن هذا الطالب والوقوف على مايقوم به، وهو ماحدث فعلا. وبعد نقاش وحوار، اقتنعت ادارة الجامعة ان مايقوم به الطالب الاحمري عمل خير، ومبادرة لم يكن هدفها تصوير او بروز، وان له سيرة عطرة في اروقة قسمة وجامعته ثرية باخلاقة التي زرعها والديه المكلومين بفقد اخية الاخر، ليصبح ابنهم عبدالله وحيدهما اللذان يلقنانه كل الاخلاقيات الفاضلة وابجديات التعامل مع الناس. وهنا يقول الطالب الأحمري "أن قدوته في الحياة والده الذي غرس فيه حب فعل الخير ومساعدة الأخرين في شتى المجالات وشجعه على تقديم المبادرات حيث شارك في العديد من الاعمال التطوعية خلال دراسته في المرحلتين المتوسطة والثانوية. ويرى الاحمري "أن العمل التطوعي من خلال مجموعة أفضل من العمل التطوعي بشكل فردي". مؤكدا انه سينظم إلى فرق الجامعة التطوعية ومشيرا الى أن ملتقى مكة الثقافي الذي يحمل شعار "كيف نكون قدوة" مهم ومحوري في تكوين القدوات والاهتمام بعوامل النجاح وتعزيز الجوانب الإيجابية لدى الشخص والابتعاد عن الأخطاء. في حين اعتبر معالي الدكتور عبدالرحمن اليوبي مدير الجامعة أن ما قدمه الطالب عبدالله الأحمري من عمل تطوعي يستحق التكريم والإشادة حيث يمثل "قدوة حسنه" للطلاب في خدمة المجتمع ومساعدة الأخرين وتحفيزهم على تقديم أفكار ومشاريع ومشاركة في عمل الخير وخدمة وطنهم ومجتمعهم واضاف "هذا التوجه يخدم تطلعات وأهداف سامية رسمها ملتقى مكة الثقافي تحت شعار كيف نكون قدوة، ووجه شكره الجزيل للطالب الأحمري وحرصة على خدمة مجتمعه". من جهته اشاد معالي الدكتور سعد بن محمد مارق مستشار امير منطقة مكةالمكرمة والمشرف على ملتقى مكة الثقافي بما قام به الطالب من مبادرة هدفها انساني واضح، وايضا ماقمت به الجامعة من عناية وتكريم له. معتبرا ان هذين النهجين هما احد مايهتم الملتقى بنشره وتحفيزة في بناء الانسان في كل جانب . واضاف " نسعى من خلال ملتقى مكة الثقافي الذي يحمل هذا العام شعار "كيف نكون قدوة" الى دعم جهود التنمية في المنطقة وبناء الانسان فكريا وثقافيا وتوعويا، وبناء نموذج القدوة المميزة في المجتمع وتعزيز مفهومها".