أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن تبني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ترميم عدد من المساجد التاريخية في المدينةالمنورة، امتدادا لتبنيه -حفظه الله- ترميم عدد من المساجد في مناطق المملكة. جاء ذلك خلال كلمة سموه في ورشة العناية بالمساجد التاريخية التي افتتحت مساء أمس الاثنين في المدينةالمنورة، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، وحضور معالي الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ونظمتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومؤسسة التراث الخيرية. كما أعلن سموه عن تأسيس صندوق لترميم المساجد التاريخية في المدينةالمنورة يتيح لكل مواطن المساهمة في نيل فضل ترميم المساجد التاريخية وتأهيلها. وأكد الأمير سلطان بن سلمان في كلمته أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- أعطى جل اهتمامه بالمساجد التاريخية، مشيرا إلى أنه – ايده الله- وعند إطلاق أي مشروع ترميم في المواقع التاريخية مثل منطقة وسط الرياض، والدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، وغيرها، فإنه يوجه بأن يكون ترميم المساجد التاريخية والاعتناء بها في مقدمة هذه المشاريع. وقال سموه: "أعطى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله جل اهتمامه للعناية بالمساجد وبشكل أوسع بالتراث الحضاري الوطني، وبدا ذلك من خلال عدد من المشاريع ومنها جامع الامام تركي بن عبدالله مما يؤكد ايمانه بأن المساجد هي محور للتاريخ والتقاء الناس، كما أعاد –حفظه الله-تأكيد تبني الدولة لمشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، الذي بلورت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من خلاله حرصها على العناية بالمساجد التاريخية من خلال تأسيس برنامج للعناية بالمساجد التاريخية ضمن مركز التراث العمراني، وعملت مع وزارة الشئون الإسلامية من خلال اتفاقية تعاون للعناية بالمساجد التاريخية. ونوه سموه إلى أن الاهتمام بالمساجد التاريخية في المملكة بدأ منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وسار على نهجه أبناؤه الملوك رحمهم الله، وشهدت المدينةالمنورة بدايات مشاريع المساجد التاريخية من خلال ترميم عدد من المساجد، فنحن نقتفي اليوم اثرهم. وأعرب سموه عن تقديره لمبادرة الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة بالتبرع بترميم مسجد الإجابة التاريخي، وكذلك مبادرة الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين بترميم أحد المساجد التاريخية بالمدينة، كما ثمن سموه تبرع عدد من المواطنين ورجال الأعمال في المدينة بالتبرع بترميم 14 مسجدا تاريخيا. وأكد سموه على أن رسالة البرنامج أن العناية بالمساجد التاريخية ليست لأجل الترميم بذاته، بل لإعادة الحياة للمسجد التاريخي ودوره في المجتمع وايضا إبراز القصة التاريخية التي تحكيها هذه المساجد حيث كان المسجد المحور التي انطلق منه المؤسسون الاوائل لهذه الدولة، فالاهتمام بالمساجد التاريخية هو أيضا تقديرا لدور هذه المساجد في الوحدة الوطنية، فلا بد ان تعود لها الحياة لترى الاجيال كيف كان المسجد هو المحور الاساس لهذه الوحدة التي ننعم بخيرها بفضل الله. وأبرز سموه أمثلة مهمة في مسيرة البرنامج من أبرزها تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ، بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة التاريخية، إضافة إلى رعايته (حفظه الله) لبرنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية، يشمل ترميم 34 مسجداً تاريخياً تعمل على انجازه كل من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، وفي إطار هذا البرنامج افتتح الجامع العتيق "مسجد الشافعي" بجدة التاريخية بعد الانتهاء من مشروع ترميمه الذي تكفل بنفقاته الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله -، وتم الإعلان حينه عن إنشاء صندوق لترميم المساجد التاريخية في مدينة جدة، كما تجري حاليا أعمال الترميم لمسجد المعمار في جدة التاريخية، على نفقة وقف الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه، والاعلان عن تكفل الملك سلمان حفظه الله بترميم مسجد الحنفي بجدة، كما تشرفنا جميعاً بافتتاحه حفظه الله مسجد الظويهرة بحي البجيري، بالإضافة إلى ما أعلناه عن التبرع بترميم مسجد عثمان بن عفان في جدة التاريخية وغيرها من المساجد التاريخية التي جرى ويجري العمل على ترميمها". وأكد سمو الأمير سلطان بن سلمان على أهمية "برنامج العناية بالمساجد التاريخية" الذي تتعاون فيه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشئون الإسلامية، ومؤسسة التراث الخيرية بهدف المحافظة على المساجد التاريخية في المملكة والعناية بها، وإعادة تأهيلها، وإظهار قيمتها الدينية والحضارية والعمرانية. ودعا سموه المواطنين إلى الاسهام في هذا البرنامج انطلاقا من أهمية المساجد التاريخية ودورها في المجتمع. وقال: "ادعو المواطنين باسم قائد هذه البلاد ان يبادروا بالمساهمة في ترميم المساجد التاريخية، فالإحصاءات الاولية تشير إلى وجود الف مسجد تاريخي في المملكة الكثير منها لازال مهملا او اندثر وهذا لا يليق بنا كمسلمين، والمسجد أولى أن نهتم به قبل بيوتنا. من جهته أكد الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب جامع قباء في كلمته في الورشة على أن المساجد التاريخية في المدينةالمنورة لها فضل على غيرها من باب تاريخها مشيرا الى ارتباط ملوك هذه البلاد بالمساجد والاهتمام بها لان المسجد حياة امة وفرد واسرة. وقال بأن المدينةالمنورة تحفل بالمساجد التاريخية التي ارتبطت بأحداث السيرة والتابعين، مؤكدا أن العناية بالمساجد التاريخية هي عناية بتاريخ الأمة. وكان الأمير سلطان بن سلمان قد تبرع بترميم مسجدين تاريخيين، هما مسجد العنبرية في المدينةالمنورة ومسجد الصخرة في العلا، فيما تبرع الأمير فيصل بن سلمان بترميم مسجد الإجابة بالمدينةالمنورة. وشهدت الورشة تبرع عدد من فاعلي الخير بترميم وتأهيل عدد من المساجد التاريخية في منطقة المدينةالمنورة. كما تم خلال الورشة توقيع اتفاقية تعاون بين مجلس التنمية السياحية بمنطقة المدينةالمنورة وهيئة تطوير المدينة للعناية بالمساجد التاريخية. ويبلغ عدد المساجد التي سيتم البدء في تنفيذ اعمال الترميم بها بالتعاون مع الشركاء والمتبرعين 14مسجدا، فيما اتم فرع الهيئة بمنطقة المدينةالمنورة الحصر والرفع المساحي ل 53 مسجداً بمنطقة المدينةالمنورة ومحافظاتها، وسيتم البدء بترميمها تباعاً وفقا لما يتوفر من ميزانيات ومن دعم فاعلي الخير.