بقلم : فيصل القحطاني لطالما فكرت بالأعمال التطوعية وماهية الأشخاص الذين يعملون بها من أجل رسم البسمة على وجوه الأخرين، كنت أتساءل إن كان هؤلاء الأشخاص يسعدون بوقتهم؟ أم لا؟! وما هي انجازاتهم، وكيفية تقبّل الشباب للفكرة، فتفاجأت برغبتهم العارمة ودافعيتهم لحبّ التطوع، إذ يلعب الشباب دورًا هامًا في بناء المجتمعات، كطاقة هائلة تحركه، وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "نصرت بالشباب" في إشارةٍ واضحةٍ إلى اهمية الشباب في تحريك المجتمع وتنميته بالتعاون مع شرائح معينة على تنفيذ أنشطة تعود بالفائدة على الجميع. فللعمل التطوعي العديد من الأهداف المختلفة، التي تُقرب المجتمع من بعضه البعض، وتزيد روح التكافل الاجتماعي بين الناس من جميع الطبقات لتكوين مجتمعٍ متلاحمٍ مترابط لا يحتوي على مفهوم الطبقية، إذ أن العمل التطوعي لا يقتصر فقط على أبناء المجتمع الواحد، بل إنّه يتعدى ذلك إلى مساعدة جميع الناس حول العالم وخاصةً ممّن يعانون من الحروب أو النكبات، وهو ما يشهد به العالم لقيادتنا الرشيدة وحكومتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان _حفظه الله_ سيراً على نهج سلفنا الصالح، وتقديم الدعم إلى هؤلاء الأشخاص من نابع الإنسانية، وما كان الملتقى التطوعي الأول للبرنامج الوقائي الوطني (فطن) برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف –حفظه الله- إلا دليلاً علي الرعاية بأبناء الوطن وتكريماً لشبابنا، حيث كشفت الدراسات آثاراً إيجابيةً للعمل الخيري المتعلق بالتطوع على مجتمعنا السعودي رأيناها في سيولجدة وغيرها، كما أن العمل التطوعي له إيجابيات أخرى وفائدةً كبيرةً في تقليل التوتر والمشاكل النفسية المختلفة لدى المتطوعين، بالإضافة إلى فوائدها على الصحة الجسدية؛ كتقليل ضغط الدّم وتخفيف الوزن في بعض الأحيان، ويرجع السبب في ذلك إلى دخول الجهد البدني في العمل التطوعي، عن طريق العمل في المهن المختلفة علينا أن نُؤصل صور العمل التطوعي ودمجهم في الفرق التطوعية من خلال هذا البرنامج الهادف وملتقاه التطوعي لحماية أولادنا من الانحرافات السلوكية والفكرية وأضرار المخدرات السلبية وتهيئة بيئة مناسبة لهم، كي يكونوا قادة المستقبل بقوة آرائهم ونضجهم الفكري المقرون بالطاقة والصحة الجسدية السليمة، التي تدفع عجلة التنمية إلى الامام، فبالعلم يرتقوا ويفكروا، وينتجوا، ويساهموا بالعطاء.