بقلم :د. علي بن حماد الزهراني يُعرّف تقرير منظمة الصحة العالمية دخان التبغ القسري بأنه الدخان المنبعث من منتجات التبغ المحترق في أفواه المدخنين، وعند انبعاث هذا الدخان في الهواء يستنشقه جميع الموجودين, مما يعرض المدخنين وغير المدخنين على السواء إلى آثاره الضارة، وهي آثار تتخطى مجرد المضايقة إلى الأخطار الحقيقية على الصحة نتيجة استنشاق العديد من المواد السامة والمسرطنة التي تحتويها منتجات التبغ. وهذا النوع من التدخين ثبت علميا دوره في الإصابة بسرطان الرئة، وحساسية الشعيبات الهوائية، وكذلك السعال المزمن،والتهابات الصدر المتكررة، وضيق التنفس عند القيام بجهد قليل.والتعرض لهذا التدخين القسري مع مرور الأيام يقلل من الأداء الصحيح للرئتين لوظيفتها الطبيعية، بل وتؤكد الدراسات المتخصصة علاقة هذا الأمر بالإصابة بأمراض القلب والشرايين في سن مبكرة. إن التعرض لهذا التدخين القسري واللا إرادي يعرضك لكل ما يتعرض له المدخن ذاته من المواد السامة والمسرطنة والتي تدخل عن طريق فمه، وهذا أمر لا يستشعره من يخالطون المدخنين، وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن بين كل عشرة من المدخنين الذين يموتون بسبب التدخين يموت واحد منهم بسبب التدخين القسري، فمن يشعل سيجارته يستنشق 15% من دخانها، بينما 85% من الدخان المتصاعد منها ينتشر في الجو المحيط بالمدخنين. إن الشخص المدخن يضر والديه وزوجته وأطفاله ويساهم في إصابتهم بأمراض لا حصر لها، و ما يسببه المدخن من أمراض تصيب ذويه و أهله، ومن يعيشون معه يؤدي إلى وضع حقيقة أثبتتها الأبحاث العلمية؛ وهي أن هذا الشخص قد ساهم وبشكل مباشر بإلحاق الأذى بمن يعيشون حوله، ويتنفسون يومياً السموم التي ينفثها في وجوههم، تلك الحقيقة التي تجعل هذا المدخن مسؤولاً أمام الله أولاً ، ثم أمام القانون عن أذيته المستمرة لأهله وزملائه وكل من حوله. وكلنا أمل أن يدرك المدخنون خطورة التدخين وان يبدأوا صفحة جديدة من حياتهم بالإقلاع عن هذه الآفة الخطيرة فيسلم الجميع من هذه الأمراض. ونسأل الله لهم العون والخير والتوفيق..