وسط مشاركة 400 شاباً وشابة اختتمت فعاليات المؤتمر الإقليمي العربي الثالث تحت شعار (قوة التطوع: استدامة.. شراكة.. تأثر) الذي استضافته مملكة البحرين، وأقامته المنظمة الدولية للجهود التطوعية (IAVE)، على مدى ثلاثة أيام وسط حضور متحدثين من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والدول الخليجية والعربية. حيث شهدت جلسات وورش عمل المؤتمر تفاعل المشاركون بحماس لافت نظير ما قدموه من تجارب تطوعية مبتكرة ومبدعة وذات أثر كبير. وكان اليوم الثالث قد شهد مشاركة أكثر من 25 متحدثاً قدموا أفكاراً متنوعة منها أن العمل التطوعي يحتاج منظومة من المهارات والقيم سواء على مستوى الفرد أوالأسرة أوالمؤسسات أوالأنظمة، وارتباط التطوع بالحاجات في قمة هرم ماسلو من تقدير للذات وتحقيق لها، مشيرين إلى ما أسموه (ثلاثة الإحسان) متمثلة بالمستويات الثلاثة وهي كف الأذى والعطاء المادي، والعطاء المعنوي الذي ترتكز عليه استدامة العمل التطوعي، مدللين عليها بأمثلة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. واستعرض المتحدثون عدداً من التجارب العالمية التطوعية منها موقع ويكيبيديا الذي يعتمد على التطوع المعرفي الإلكتروني، كما استعرضوا دوافع المتطوع، وفوائده التي من بينها علاج الأمراض النفسية كون التطوع يؤدي للرضا عن الذات، ومعواقته المرتبطة بالفكر. وتحدثوا تفصيلاً عن كيفية استثمار الإعلام الاجتماعي من أجل نشر العمل التطوعي وتشجيع الشباب عليه، والخصائص المطلوبة لمستخدم هذا النوع من الوسائل، التي لم تعد من كماليات المؤسسات، بل من ضروريات التواصل مع الجمهور، وأمثلة استغلال المشاهير لهذا الجانب، وأهمية وجود الإعلامي التطوعي، ودعم الإعلام البحريني للفعاليات التطوعية. وقدم متحدثون من دول خليجية مبادراتهم التطوعية التي قاموا بها، ومنها مبادرة جائزة الشيخ عيسى بن علي للعمل التطوعي من مملكة البحرين، ومبادرة سواعد من دولة الكويت، ومبادرة جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومبادرة الشبكة العمانية للمتطوعيم من عمان. كما استمرت الجلسات التي أقيمت بشكل متزامن، وتقسم بينها المشتركون لثلاث دفعات توزعت بين جلسة (المسؤولية الاجتماعية للشركات.. المفهوم وتكوين الاتجاه)، (ممكنات أثر التطوع.. الوسائل والممارسات لاستدامة العمل التطوعي)، دراسات وبحوث التطوع في الوطن العربي). يشار إلى ان منظمة الجهود التطوعية (IAVE) تأسست في عام 1970م من قبل مجموعة من المتطوعين من مختلف أنحاء العالم الذين رأوا في العمل التطوعي وسيلة للتواصل عبر البلدان والثقافات، ونمت لتصبح شبكة عالمية من المتطوعين والمنظمات التطوعية، الممثلين الوطنيين ومراكز التطوع، مع أعضاء في أكثر من 70 بلدا في جميع مناطق العالم غالبها من البلدان النامية.