برنامج فطن الوقائي الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم من البرامج التي تهتم ببناء فكر آمن ومجتمع مترابط واعي ولاشك أن الشراكة التي وقعتها وزارة التعليم مع وزارة الداخلية خير دليل على أهمية الأمان الفكري لدى فئات المجتمع حيث يعنى برنامج «فطن» بتنمية مهارات الطلاب والطالبات الشخصية والاجتماعية، ويسعى من خلال خطته الاستراتيجية، والتدريبية، والإعلامية، أن يكون الأول وقائيًّا محليًّا وإقليميًّا ويأتي (فطن). ويستهدف " فطن " طلاب وطالبات التعليم العام وأسرهم بمناطق المملكة ومحافظاتها المختلفة, إذ سيتم تنفيذه بالتعاون بين وزارة التعليم ووزارة الداخلية متمثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، وفقاً لمذكرة التعاون الموقعة بين الطرفيْن وسيركز البرنامج على مساريْن مهميْن هما المسار الإعلامي والمسار التدريبي . إذا الهدف الذي سيحققه البرنامج لاشك أنه مهم للغاية حيث سيسهم في التحصين النفسي للطلاب والطالبات، من خلال ما يقدمه البرنامج، لوقايتهم من آفة المخدرات والسلوكيات الخطرة، والأفكار المنحرفة وتعزيز القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية في إطار تعاليم الدين الإسلامي ورفع الفهم لديهم من سوء استخدام وسائل التواصل الحديثة وكذلك إلى تعزيز القيم الاجتماعية والأخلاقية في إطار تعاليم الدين الإسلامي، وتنمية مهارات المستهدفين الشخصية والاجتماعية، ونشر الوعي الصحي والاجتماعي والنفسي بأضرار المخدرات وكذلك يهدف البرنامج إلى وقاية المجتمع التعليمي طلابا ومعلمين وبيئة تعليمية من المهددات وصولاً إلى الأسرة والتحصين النفسي للطلاب والطالبات لوقايتهم من المخدرات، والسلوكيات الخطرة، والأفكار المنحرفة وتعزيز القيم الدينية، والاجتماعية، والأخلاقية بإقامة البرامج التدريبية، والمحاضرات التوعوية، وورش العمل وتكوين فرق تطوعية تدعم التنفيذ في مناطق المملكة. نحن منسوبي التعليم يؤول علينا المجتمع الشيء الكثير حيث أننا نشرف على طبقة مهمة من المجتمع وعدد كبير إذا صقلت أفكارهم بما يدعم البرنامج ويؤمن فكرهم من خطر مايحدق بهم من مخاطر سواء في مجال الإعلام والتكنولوجيا أو المجتمع المحيط الذي قد يكون فيه بعض الملوثين فكريا فسنكون قد وصلنا بمجتمعنا إلى بر الأمان ولكن لابد من تظافر الجهود من الجهات الأخرى كالمسجد والأسرة وأفراد المجتمع الصالحين والمثقفين بثقافة الدين والصلاح لنرسم سويا مجتمع آمن مترابط يستطيع الحافظ على فكره ووطنه ومكتسباته وقبلها دينه وعقيدته . ولاشك أن اهتمام وزارة التعليم باعتماد هذا البرنامج الوطني وصدور قرار معالي الوزير لإطلاق الحملة الوطنية التوعوية لوقاية الطلاب والطالبات من المشكلات السلوكية والانحرافات الفكرية وأهمية تنمية مهاراتهم الشخصية والاجتماعية لمساعدتهم في اكتساب المهارات الحياتية التي تجعل منهم قادرين على قيادة ذواتهم بإيجابية خير دليل على الهدف السامي لهذا البرنامج والذي يتضافر مع جهود وزارة الداخلية والتي دوما ما تسعى جاهدة لمحاربة الأفكار الضالة وتصحيح الفكر الخاطئ لدى البعض مما يسهم في بناء مجتمع واعي . تلك الجهود المبذولة بين الجهات ذات العلاقة يكللها النجاح المرجو بمشيئة الله فعقد الشراكات مع عدد من الجهات ذات العلاقة, وعقد الاجتماعات لمسؤولي إدارات التعليم في المناطق والمحافظات لتنفيذ الحملة التوعوية الخاصة بالبرنامج واستخدام التغطية الإعلامية الشاملة والإعلام الجديد والأنشطة والبرامج والتدريب في البرنامج الذي سيتم فيه بالمرحلتين المتوسطة والثانوية هي من مقومات النجاح لأهداف البرنامج . واقرار وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل باعتماد (فطن) اسماً للبرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات وفقاً لهوية وشعار البرنامج الذي تم استلهام مسماه من الحديث النبوي الشريف "المؤمن كيّس فطن" من منطلق أن الفطنة كمسمى تنطوي على دلالات عدة أبرزها : الذكاء، الوعي، النباهة، حسن الإدراك والتصرف، القدرة على تمييز الخير من الشر، وهي جميعها من الأهداف التي ينشدها البرنامج ويرمي إليها من جراء إطلاقه. وختاماً لنكن في مجتمعنا بناة خير لنصل به للأمان . كتبه رئيس التحرير : أ- شاكر الحارثي