طالب عدد من أولياء الأمور، وزارة التعليم بضرورة تفعيل البرنامج الوقائي الوطني الذي أطلقته الوزارة مؤخراً، والذي يسعى إلى التحصين النفسي للطلاب والطالبات، ووقايتهم من السلوكيات الخطرة، والأفكار المنحرفة، متمنين أن يحقق رسالته في تعزيز القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية لأبنائهم، وليجعل منهم أفرادا صالحين يخدمون دينهم ووطنهم ومجتمعهم، وأن يكون البرنامج اسماً على مسمى، مؤملين أن يكون "فطن" مشروعاً تطبيقياً لا تنظيرياً، ومن المشروعات التي يتطلع لها قادة هذه البلاد -حفظهم الله- لجعل المواطن والمقيم يعيشان حياة هانئة مستقرة آمنة بعيدة عن كل المنغصات. وسبق أن اعتمد وزير التعليم الدكتور عزام الدخيّل قراراً يقضي باعتماد "فطن" اسماً لهذا البرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات، بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات، وتضمّن القرار اعتماد تنفيذ البرنامج على مستوى إدارات التعليم بمناطق ومحافظات المملكة، تلاه إطلاق عمليات التدريب لتنمية المهارات الشخصية والاجتماعية للطلاب والطالبات، وأولياء أمورهم والمعلمين والمعلمات، وإطلاق الحملة الإعلامية للبرنامج. حملة توعوية وذكر عبدالكريم العبدالكريم أنّه يجب أن يصاحب هذا البرنامج إطلاق حملة توعوية لتحصين أبنائنا من المشكلات السلوكية والانحرافات الفكرية، لأنّ أي مشروع أو برنامج بدون توعية وتثقيف يكون عديم الجدوى، كما يجب أن يكون للطلاب والطالبات دور كبير في مجال التوعية، خصوصاً وأن أبنائنا يجيدون الترويج الإعلامي من خلال وسائل الإعلام الجديدة، فلو تم التعريف بالبرنامج من خلال المدارس والجامعات ووضع مسابقة للطالب الذي يروج لهذا البرنامج وفق متطلبات الوزارة لوجدنا الطلبة يتسابقون على التعريف والتشهير به، لأن البرنامج يهمهم أولا وأخيراً، مضيفاً: "للأسف أن أبناءنا يعيشون في عالم يموج بالأفكار الضالة، ويتم تسميم أفكارهم من خلال التعليم الجديد فلماذا لا يكونون هم من يروج لهذا البرنامج ليقطعوا الطريق على من يريد جرهم إلى مواقع الفتنة والضلال". المتوسط والثانوي واقترح صالح السكران أن يتم البدء بتوعية وتثقيف طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية؛ لأنهما في عمر يبدؤون فيه بمخالطة منهم أكبر منهم سناً؛ لذا يجب تحصينهم من خلال هذا البرنامج، مؤملاً أن لا يكون كسابقيه من البرامج التي تولتها الوزارات السابقة، لكنها لا ترى النور، فتبقى حبيسة الأدراج، أو تؤد في مهدها، متمنياً أن يسهم البرنامج في تحصين أبنائنا وبناتنا ضد أي سلوك خاطئ أو تصرف قد تؤدي بهم لطريق الضلال والانحراف عن المسار السليم الذي يجب أن يسير عليه فلذات أكبادنا، وتمنى أن تصل التوعية للبرنامج إلى كل طالب وطالبة وإلى كل بيت. الإعلام الرقمي من ناحيته تمنى عبدالرحمن العمير -خبير تقني- أن يستهدف البرنامج الطلاب والطالبات لتحصينهم وحمايتهم لرفع مستوى الفهم لديهم تجاه سوء استخدام وسائل التواصل الحديثة، وأن يسعى بالفعل إلى تعزيز القيم الاجتماعية والأخلاقية في إطار تعاليم الدين الإسلامي، وتنمية مهارات أبنائنا الشخصية والاجتماعية، ونشر الوعي الصحي والاجتماعي والنفسي بينهم، خصوصاً فيما يتعلق بأضرار المخدرات، وكذلك الأفكار الدخيلة على مجتمعنا. المعلم أولا وقال عبدالعزيز الزهراني- مشرف صفوف أولية بتعليم جدة- إنّ برنامج "فطن" يعد من البرامج الوطنية المهمة التي تُعنى بالجانبين الوقائي والتوعوي، اللذين يهتمان بتعزيز مهارة السلوك التوكيدي للطلاب والطالبات، وتبصيرهم ضدّ الانحرافات السلوكية ليكونوا واعين وقادرين على حماية أنفسهم، مضيفاً: "وبما أن المعلم يعد هو العنصر المؤثر بعد الأسرة في أفكار وسلوك الطالب، فلا بد أن يكون نموذجا يقتدي به الطالب، لذا يجب على كل معلم أن يخاف الله في أبنائه الطلاب وأن يكون نموذجا صالحا، فهو الذي يشكل لبنات المجتمع"، مبيّناً أنّ من الأعمال المناطة بالمعلم رعاية الطلاب أصحاب السلوك والفكر المنحرف، من خلال توظيف المنهج في وقاية وعلاج وتنمية مهارات الطلاب وسلوكياتهم وتعديلها من السيئ إلى الحسن، ليتمتع الطالب بالصحة النفسية المدرسية التي تجعل منه فرداً صالحاً يخدم دينه ووطنه ومجتمعه. التطبيق دون التنظير فيما رأى الدكتور عبدالعزيز الزير -عضو هيئة التدريس بمركز محمد بن نايف للمناصحة- أنّه يجب على المشروع أن يكون تطبيقياً لا تنظيرياً، حتى لا يموت كما ماتت كثير من المشروعات، موضحاً أنّ الفكر من اخطر الأسلحة التي يجب أن يتم التعامل معه بما يوافق ما قال الله وقال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذا المشروع من المشروعات المهمة في حياة المجتمع إذا تم تنفيذه وفق ماهو مرسوم له، ويجب تفعيله سريعا، في ظل وجود انحرافات فكرية فرخت إرهابيين من أبناء جلدتنا لينضموا لعصابات التكفير والضلال والقتل والتخويف باسم الإسلام وهم في الحقيقة ألد أعداء الإسلام والمسلمين. وقال: "أتمنى أن لا يكون حال هذا البرنامج كحال كثير من المشروعات التي استبشر المواطنون بها خيراً وصرفت عليها الدولة ملايين الريالات، ولكن معظم موارد هذه المشروعات تصرف في بداياتها مقابل إنشاء لجان ورؤساء إدارات وأعضاء وموظفين ومكاتب ودراسات، وللأسف الشديد تظهر هذه المشروعات إعلامياً وكأنّها فقاعة صابون، تنتهي بانتهاء ما تحصل عليها المستفيدون منها مادياً". وأضاف أنّه يتمنى أن يرى هذا البرنامج النور ويشارك فيه الثقات من أساتذة الجامعات ومعلمو ومعلمات المدارس العامة والخاصة لتعزيز قيم الوطنية وخدمة الدين والمحافظة على أرواح الناس وحماية حرياتهم واستتباب أمنهم واستقرارهم، وأن يشارك أيضاً طلاب جميع المراحل عملياً في تطبيق ما تعلموه من أفكار إيجابية على أرض الواقع من خلال المحافظة على أمن وأمان الوطن وكذلك الممتلكات العامة والخاصة والتزود بالأخلاقيات والسلوكيات الإسلامية، وفي المقابل تحذيرهم من منظري الشر والفساد وأعداء الدين والوطن، وأن تكون هناك مكاشفة وتشهير بكل منظر فاسد حاقد يدعو للفساد، وأن يكون ذلك على رؤوس الأشهاد مع بيان ما صدر منه من مخالفات وما صدر عليه من حكم شرعي لإثبات أن المواطن وعلى وجه الخصوص المعلمون هم رجال الأمن الأوائل من خلال تعزيزهم للأمن الفكري وموجباته وتحذيرهم من الانحراف الفكري وتوابعه البغيضة . تحصين نفسي وأكّد الدكتور عبدالرحمن البراك -وكيل الوزارة للتعليم رئيس اللجنة الفنية لبرنامج "فطن"- أنّ هذا البرنامج الوطني يعنى بتنمية مهارات الطلاب والطالبات الشخصية والاجتماعية، ويسعى من خلال خطته الإستراتيجية، والتدريبية، والإعلامية، أن يكون الأول وقائياً محلياً وإقليمياً، ويؤكد ذلك رسالة البرنامج وأهدافه التي تسعى للإسهام في التحصين النفسي للطلاب والطالبات، من خلال ما يقدمه البرنامج، لوقايتهم من آفة المخدرات والسلوكيات الخطرة، والأفكار المنحرفة. وأضاف: "يجب أن نعي الأدوار المنوطة بنا لتوصيل الرسالة والأهداف التي أطلق من أجلها هذا البرنامج، ونعي أيضاً مدى قدرتنا على الوصول إلى الشرائح والفئات المستهدفة"، مبيناً أهمية الإعداد المسبق بتعريف الميدان بمسارات البرنامج الإعلامية والتدريبية، ودور الوزارة في إطلاق "فطن"، من خلال رؤية وطنية ليكون شاملاً للوقاية من الانحرافات السلوكية والفكرية على اختلافها، والعمل على ذلك من خلال القطاعات المعنية بالطلاب والطالبات. شعور بالمسؤولية ولفت ناصر العريني -مدير عام برنامج "فطن"- إلى أنّ رعاية وزير التعليم واهتمامه ب"فطن" يأتي من واقع الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه هذا الوطن، وإسهاماً منه في بلورة الأفكار البناءة التي تدعم كل منتج وطني سيحقق بإذن الله أهدافه التي ستعود على أبنائنا بالنفع، وتجعل منهم دعائم محصنة تجاه أي سلوك أو أفكار قد تخل بتوجهاتهم وأفكارهم وتشوه سلوكياتهم الإيجابية تجاه أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم، مضيفاً: "برنامج فطن بوزارة التعليم ليس برنامج وزارة ينفذ لفترة معينة وينتهي بل هو برنامج وطني وقائي يهتم بالمكون الشخصي والاجتماعي للطالب، ويهتم بدور المعلم والمعلمة، ويركز على دور الأسرة". وأشار إلى أنّ البرنامج أنهى المرحلة الأولى والثانية من الإعداد والتهيئة، ودخل الآن المرحلة الثالثة من الإعداد، ونفذ دورات إعداد (360) خبير وخبيرة من خبراء فطن، وعقد أكثر من (10) ورش عمل شارك فيها الطلاب والطالبات، كما نفذ عددا من الدورات التدريبية للطلاب في الأندية الموسمية، كما يجري الإعداد لتنفيذ المرحلة الرابعة من الإعداد على مستوى إدارات التعليم والأندية الموسمية، وسيتم قريبا تنفيذ عدد من الدورات والبرامج والمحاضرات في هذا المجال قبل انطلاقة البرنامج الفعلية، مبيّناً أنّ برنامج فطن يرتكز على دور الطلاب والطالبات في التنفيذ لوقاية أنفسهم وحماية وطنهم، من خلال الطالب المدرب، الطالب الإعلامي، الطالب المفكر، الطالب القائد، وغيرها من المجالات التي تؤكد ذواتهم. عبدالكريم العبدالكريم صالح السكران عبدالرحمن العمير عبدالعزيز الزهراني د. عبدالعزيز الزير د.عبدالرحمن البراك وزير التعليم يكرم مدير عام فطن