لخص الدكتور نبيل بن عبد القادر بن كوشك وكيل جامعة أم القرى للأعمال والإبداع المعرفي ونائب رئيس مجلس إدارة شركة وادي مكة للتقنية، ومدير مركز الابتكار التقني في نظم المعلومات الجغرافية الممول من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، قصة رحلته مع الإبداع في المجال الأكاديمي وميدان ريادة الأعمال، مبيناً إن رحلته العملية والعلمية مرت بعدة مراحل وواجهتها العديد من الصعوبات في بدايتها، إلا إن النجاح كان حليفها في نهاية المطاف. وأبان كوشك خلال اللقاء الذي نظمته لجنة شباب وشابات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة بالشراكة مع برنامج لقاء الخميس، أن اختيار التخصص في المرحلة الثانوية ساعده كثيرا في حصد النجاح في مسيرته العلمية، وذلك بجوار متابعة والده وهو المهندس المعماري في مجاله. وأضاف كوشك خلال حديثه لأكثر من 350 شابا وفتاه حضروا اللقاء في قاعة رجل الأعمال صالح كامل في غرفة مكة:" حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة أم القرى، حيث حصدت المركز الأول على الدفعة بتقدير ممتاز، وتخيلت حينها أن وظيفة معيد ستكون جاهزة، لكن لم أجد وظيفة متوفرة في قسم العمارة الإسلامية، وحدث أن الجامعة نظمت معرضاً للطلاب الخريجين لقسم العمارة والتخطيط وتصاميم البيئة، وشاركت بمشروع التخرج، وكان ثلاثة فائزين على مستوى المملكة، وكنت أحدهم، وقابلت الدكتور فاضل عثمان وكان يعمل في مركز أبحاث الحج وطلب مني العمل في المركز على وظيفة مؤقتة". وتابع:" طلب مني عمل خرائط رقمية بالحاسب لمشعر عرفات، وكان بأول الطرق المتاحة في ذلك الوقت بالحاسب الآلي لكي تستفيد منه كل القطاعات الخدمية، وبعد عام طرحت وظائف وفزت بإحدى هذه الوظائف ولله الحمد، وهي وظيفة معيد في مركز خادم الحرمين الشريفين قسم البحوث الهندسية. وأوضح كوشك إنه هو من أسس مكتب لحماية الملكية الفكرية لحماية حقوق الطلاب والطالبات والباحثين في الجامعة كقاعدة أولى للعمل بهدف تعزيز الاقتصاد المعرفي السعودي، وذلك بالاعتماد على إستراتيجية تنفيذية تركز على توفير بيئة مواتية للمبتكرين والمخترعين من خلال حاضنات الابتكار. وقال:" تم تأسيس هذا المكتب من أجل استغلال الترابط بين المعرفة العلمية والخبرة ومتطلبات السوق، وكذلك اعتماد نهج أساسي من خلال حملات توعية واسعة النطاق، وتنفيذ ورش عمل تستهدف أكاديميي وطلاب الجامعة والمخترعين في المجتمع السعودي، لنشر وتعزيز ثقافة تسجيل الملكية الفكرية ودورها في دعم الاقتصاد المعرفي". وأردف:" المكتب حرص أيضا على جانب استغلال التكامل بين الخبرات العلمية والبحثية للجامعة وتوجيه الطاقات لزيادة تأثير الملكية الفكرية على تطبيقاتها ودعم الاقتصاد المعرفي السعودي، علاوة على توفير التوجيه والتدريب للمخترعين من الشباب السعوديين، بالإضافة إلى اعتماد عملية تسجيل مبسطة وواضحة المعالم، لتسهيل تبنيها من قبل المخترعين والمبتكرين وزيادة فعاليتهم في دعم الاقتصاد المعرفي من خلال ابتكاراتهم". كشف كوشك في حديثه خلال لقاء الخميس في غرفة مكة:" إن المكتب بعد افتتاحه بعامين تمكن من تسجيل 100 براءة اختراع، في الوقت الذي كان هناك نحو 400 طلب أخرى تنتظر تسجيلها"، لافتاً إلى إن الجهود التي بذلت كان لها الأثر الطيب بشكل عام. ورسالة المكتب هي المساهمة في بناء مجتمع معرفي مستدام ويسعى إلى أن تصبح جامعة أم القرى مساهماً سعودياً أساسياً وفعالاً في عصر الاقتصاد المعرفي وبأن تكون الخيار الأول أمام أعضاء هيئة التدريس والطلبة لحماية أفكارهم الإبداعية وابتكاراتهم العلمية للحصول على براءات اختراع يقوم المكتب بتطويرها وإدارتها لتكون قابلة للاستثمار التجاري محلياً ودولياً وتكون الرافد الرئيسي لشركة وادي مكة للتقنية من أجل دعم اقتصاد المعرفة. وكان من التحديات كيفية تأسيس شركة وادي مكة للتقنية وكانت رابع شركة للجامعة وهدف الشركة نقل المعرفة من الجامعة إلى المجتمع وعملنا خطة عمل بواسطة فريق مميز من الطلاب والباحثين . وخلال عام تمت الانتهاء من تسجيل إجراءات الشركة بعد مواجهة صعوبات كبيرة منها الحصول على موافقة وزارة التعليم العالي وقرار أخر من مجلس الوزراء مما دفعني إلى زيارة جامعات أخرى له تجربة في هذا المجال وواجهت آلية الحصول على الترخيص ووجد مشروعنا معارضة من هيئة مجلس الوزراء وهو هل لدى الجامعة البعد العلمي والتقني للقيام بهذا الدور وبعد إقناع الهيئة بالوثائق وبتقرير مكون من 150 صفحة عن البعد العلمي والتقني للجامعة وفقنا في الحصول على الترخيص . وكانت انطلاقة مهمة لنا ووجدت أن تأسيس الشركة أكبر حافز لتنمية الاقتصاد المعرفي وتحقيق النجاح لإبداعات الطلاب والباحثين ولاكتمال المنظومة وأطلقنا برنامج مسرع الأعمال ثم أسسنا كرسنا لمجموعة بن لادن لدعم المبدعين والمبتكرين وأسسنا معهد ريادة الأعمال ووفقنا في الحصول على قرار مجلس الجامعة بإقرار لمادتين هي الابتكار وريادة الأعمال تكون مقرر اختياري لجميع طلاب الجامعة وبعد سنتين وقعت الشركة وقعت عقدين لبيع عقدين لقطاعيين تعليمي والأخر تجاري للاستفادة من هذه الابتكارات . وتهدف شركة وادي مكة للتقنية إلى توفير بيئة داعمة للمبدعين والمبتكرين ولبناء وادي مكة وخصصت مساحة 400 ألف م2 لبناء مجمع متكامل يمثل بيئة جاذبة للإبداع المعرفي خلال العشر السنوات القادمة وبدأنا بمبنى واحد وسنحتفل باحتضان شركات طلابية حاضنة لابتكارات الطلاب والباحثين . والدكتور كوشك الذي كان يتحدث في غرفة مكة، هو أستاذ مشارك بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج وكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى، والرئيس السابق لقسم البحوث العمرانية والهندسية بالمعهد، والمدير السابق لمركز التميز في أبحاث النقل وإدارة الحشود. حصل كوشك على درجة الدكتوراة في العمارة (تطبيقات الحاسب في العمارة والتخطيط) من جامعة كارنيجي ميلون بالولايات المتحدةالأمريكية في عام 2002م، وماجستير في العمارة (التصميم بمساعدة الحاسب) من جامعة كولورادو في عام 1997م، ودرجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة أم القرى في عام 1993م. ويركز كوشك في بحوثه وتدريسه وأعماله على مجال تطبيقات الحاسب في العمارة والتخطيط بما في ذلك تقنيات التصميم بمساعدة الحاسب (CAD)، ونظم المعلومات الجغرافية (GIS)، ونمذجة معلومات البناء (BIM)، وإدارة المرافق بمساعدة الحاسب (CAFM). كما شارك في تأسيس عدد من الشركات في مجال هذه التقنيات. وشارك كوشك في الكثير من البحوث التطبيقية المختصة في تطوير تقنيات تساهم في تطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، وقد حازت أبحاثه على العديد من الجوائز منها جائزة الأمير نايف للتميز البحثي عام 2006م، وجائزة أفضل ورقة علمية في مؤتمر خرائط الشرق الأوسط بدبي عام 2005م، وجائزة الباحث المتميز من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج عام 2004م. تخصص كوشك في قسم العمارة في تخصص تطبيقات الحاسب في العمارة والتخطيط وموضوع الرسالة: النمذجة الشيئية واستيداع المعلومات العمرانية لدعم التصميم العمراني (مكةالمكرمة كدراسة حالة) وكانت تجربة قوية ومنافسة قوية مع الطلاب وواجهت عدة تحديات منها وفاة والدي ومن التحديات التي واجهت كوشك، قال:" قبل تخرجي بشهرين وقعت أحداث 11 سبتمبر، وتعرضنا لتأخير وتحقيقات وكان جهد 4 سنوات على حافة الخطر، ووجدت نفسي أنه لابد من العودة إلى مكةالمكرمة، ووفقت في إكمال الدراسة عبر المراسلة وتم المناقشة بعد تأخير ستة أشهر ولله الحمد بتوفيق الله ثم بدعاء الوالدين، ورجعت بالشهادة إلى قسم البحوث العمرانية والهندسية في جامعة أم القرى". وزاد كوشك:" مما فادني أن دراسة الماجستير والدكتوراه كانت عن مكةالمكرمة، وساعدني ذلك على تفعيل التطبيقات التي استفدنا منها هناك على مكةالمكرمة، حيث أسست وحدة النظم الجغرافية في معهد أبحاث الحج، وكان الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة وعميد المعهد آنذاك من الشخصيات التي استفدت منها، وكان أمامنا مهمة إعداد خرائط رقمية، وتلقينا دعم من القطاع الخاص، وبدأنا في تنفيذ بعض المشاريع البحثية التطبيقية التي تساعد في تطوير الخدمات ومنها مشروع مدينة " gps " والتي تحدد المواقع الخدمية . وزاد كوشك:" في 2006 م كان عندي طموح لتطوير الخدمات، وأخذت قرار أن تطوير الخدمات الاستشارية هو المجال الذي سأعمل فيه، وعملت حينها خطة طموحة لتطوير الأبحاث والدراسات في معهد خادم الحرمين، بحيث يكون معهد عالمي ويكون له شراكات عالمية، لكن الفكرة لم تلقى قبولاً، مما دفعني إلى تأسيس شركة في نظم تصميم المعلومات الجغرافية وكان مقرها جدة، وهو تحول جديد من العمل الأكاديمي إلى عالم الأعمال، ولم يكن لدي أي خبرة في عالم الأعمال، وكان التعاون مع رجل الأعمال عبد الله بن عوض بن لادن، وأسسنا شركة صغيرة مكونة من غرفتين وبدأنا بمشاريع صغيرة". وأضاف: "أصبح رأس مال الشركة بعد خمسة سنوات خمسة ملايين ريال"، لافتاً إلى إنها الشركة الرابعة التي تنجح، بعد الفشل الذي لاحقه في ثلاث شركات سبقتها لم يحالفها الحظ. وفي 2010 م تعرف كوشك على الدكتور وليد أبو الفرج وهو من الشخصيات التي تحمل العمق في المعرفة والقدرة التواصل، مردفاً : "الدكتور أبو الفرج كلفني بإدارة مركز التميز لأبحاث الحج والعمرة، وهو الشخص الذي أعاد إلى الحنين إلى العمل الأكاديمي، وطلبت منه الدعم وأن أكون مرتبط به مباشرة، وخلال ستة شهور حدثت نقلة نوعية للمركز وحقق انطباعات جيدة ولله الحمد". ولفت كوشك إلى إنه في فترة تحديده للاختيار بين عالم التجارة والعمل الأكاديمي بعد ذلك، تلقى عرض معالي الدكتور بكري عساس الذي عين بعد ذلك مديراً لجامعة أم القرى، للقيام بأعمال وكالة الجامعة لشؤون الأعمال والإبداع المعرفي، مبيناً إنها كانت تجربة جديدة في الوكالة الجامعية . وأبان كوشك إنه وبعد يومين من البحث عن معنى الابتكار والإبداع في الجامعات العربية والغربية، وجد أن العرض يستهويه ومرتبط بدراسته، وأن دوره الربط بين القطاع الخاص والقطاع البحثي، وهو ما تفتقده الجامعة وقطاع الأعمال شكل عام منذ سنوات طويلة. ومن الدروس المستفادة التي قدمها الدكتور لشباب الأعمال هو أن يجب أن يكون تفكيرك وحلمك كبيراً ويجب من الآن التفكير والعمل مع وجود رؤية واضحة ووضع خطة إستراتيجية وتحديد الهدف والتركيز عليه مع تطبيق معايير قياس للأداء وتحديد المستهدف الذي يجب تحقيقه مع وجود فريق مميز وقادر على العمل والإبداع مؤكداً على أن رضا الوالدين بوابة واسعة للتوفيق .