"هل يستخف الرئيس الروسي بآرائنا؟ أم يتجاهل حجم الكارثة؟". كلمة يصدق عليها :" وراء الاكمة ماوراءها" ومع أحداث العاصفة ، والحرب الحازمة التي تقودها المملكة وقوات التحالف لإنقاذ اليمن واهلها من التسلط الإيراني الصفوي برعاية روسيا الاشتراكية والتي عرفت بأنها سبب بقاء نظام بشار الأسد ، وهي السبب الرئيس في تهجير الشعب السوري بدعمها الغير منقطع بالأسلحة المحرمة دوليا والطائرات والدبابات ، ومع تواطؤ الغرب وسكوتها عن كل مايحدث بمنطقةالشرق الأوسط من قلاقل وفتن وحروب ومجاعات. ولعلي استبيحكم عذرا أيها الإخوة الكرام وان أطلت قليلا لنصل معا لكلمة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل حفظه الله التي قالها في مؤتمر القمة العربية بمصررداعلى رسالة بوتين التي ليس فيها إلا غطرسة وكبر وتبجح فكان الرد :" ان الروس جزء أساسي من المآسي التي تمس الشعب السوري بما يمنحونه من الأسلحة للنظام السوري لمحاربة شعبه خلافا للقانون الدولي وخلافا للقانون الروسي الذي يمنع تصدير السلاح لمناطق النزاع". هذه الكلمة كانت لها دلالات خطيرة تعطي صورة قاتمة لما يحاك ببلدان المسلمين عامة وبلاد الحرمين خاصة . المشكلة في اليمن ليست وليدة اللحظة وإنما هي مرتب لها لإشغال الأمة العربية والإسلامية عن قضية مهمة يتمناها كل عربي مسلم إلا وهي :" اجتماع الأمة على قلب واحد ، وبناء جيش عربي موحد ، ومحاربة كل من يحاول زعزعة أمن أي بلد عربي ، تحت مسمى " الاتحاد العربي " كما هو الاتحاد الأوروبي " . واجتماع الأمةيعتبر خطر يهدد أمن الغرب عامة وأمن اسرائيل خاصة ، ولذا كان لزاما على الدول العضمى ودول 5×1 الموافقة على مشروع إيران النووي في مؤتمرلوزين ، ليس حبا في ايران ، وإنما لبث الرعب في دول المنطقة عامة ودول تحالف الحزم خاصة ، لتوقف الحملة ، والتفاوض مع الحوثي وجماعة علي صالح ، والتنازل عن الهدف الذي تسعى له قوات التحالف وهو إعادة الشرعية للرئيس ، ورضوخ كل القوى المتنازعة لحاكم واحد ، وخصوصا أن أمن اليمن من أمن الخليج عامة ، وأمن المملكة العربية السعودية خاصة. ومن الدلالات الخطيرة هو ما حدث بالأمس كما نقل عن وزير الخارجية اليمني حينما قال : " إن الطائرات الروسية التي سمح لها بالهبوط في مطار صنعاء ، لاجلاء رعاياها في اليمن بقيت في مطار صنعاء 12 ساعة ، ثم أقلعت وبين طاقمها الرئيس المخلوع " على عبدالله صالح" وفي تصريح للعربية مباشر :" روسيا تمد الحوثيين باسلحة ومضادات للطائرات. " ومع كل ماسبق يتبين لنا حجم كلمة سعود الفيصل ، ورؤويتها للأحداث ، وأن هناك لعبة سياسية تخفى على الكثير ، هدفها إشعال المنطقة العربية بالحروب ، لفرض الهيمنة على المنطقة ، واستغلال هذه الحروب في بيع الأسلحة للقوى المتنازعة وخلخلة أمن الدول الإسلامية . ولعل الكثير يتعجب من مخالفة روسيا للقانون الدولي وكأن روسيا ترسل للغرب رسالة " أزمة اوكرانيا مقابل أزمة اليمن " وصدق القائل " هذه بتلك " والبادي أظلم. المنطقة مقبلة على تغيرات على الصعيد العربي والعالمي وكل دولة تريد تعزيز قوتها في العالم متجاهلة في الوقت نفسه معاناة الدول الأخرى وهذاهو المنهج الفرعوني البغيض" مارأيكم إلا ماارى ومااهديكم الاسبيل الرشاد" ومنهج الغرب الكافر " من ليس معنا فهو ضدنا " ومع الاحداث أذكر كل محارب للباطل بقوله تعالى :" (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً) (الأحزاب:25) وحينئذ قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم) بعد هزيمة المشركين في غزوة الأحزاب. وقوله تعالى :" (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (آل عمران:160) ولذا يجب علينا جميعا التمسك كتاب الله ، والمضي بحزم وعزم " ولينصرن الله من ينصره أن الله لقوي عزيز " . ولعلي أختم بكلمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حفظه الله : " الأمر جلل.. في الكون خلل.. والصبر ملل.. استفحل القتل واستكبر الجهل واستسلم العقل.. القوي يستغل والضعيف يُستغل وتستثمر حقوق الإنسان فتفرض هنا وهناك تهان.. لا مكان اليوم لضعيف، ولا أمان لصديق أو حليف، ولا اعتماد إلا على الله ثم على الذات، ولا مجال للترف والملذات.. إنه يوم العزم والحزم والثبات، فلنشمر عن السواعد لنبني الوطن الواعد، ونواجه الفكر بالفكر، ونسترد الإسلام من خاطفيه، ونحمي الوطن من مخربيه، ونحسم الأمر مع خائنيه، ونحول الصحراء مصنع قوة والشباب عقلا وفتوة، وندرك بالإيمان المستحيل، ونسجد حمدًا لله العزيز الجليل أن وهبنا قيادة تسبقنا بالمبادرة وحكومة تدفعنا للمثابرة ومواطنًا يعتز دون مكابرة.. " اللهم احفظ اليمن واهلها واحقن دماءهم ،واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين . بقلم /أ-عبدالله الحارثي